لحظة أن تتبخر عن كفك آخر بقايا عطر الصادقين، .. ماذا يكون..؟! تسألُ عنهم إلى أين اتجهت بهم الريح..؟ أو تقفُ مكانك حتى يجف كل الذي فيك من الأمل..؟ أو تستدرُّ عطف اليباب فلا يستجيب..؟ عطشٌ..، فالصدق قد ركب قوافله وغاب..!! عطشٌ..، صديت به حناجر الغيم، والندى، والزهور.. عطشٌ..، حرقة هجير الغرباء في غيابهم..! عطشٌ..، تجلس على كراسيهم لا ثمة أثر.. عطشٌ..، خواءٌ بَعدهم ملءُ المكان.. عطشٌ..، شتاءٌ يستعمر خبايا التفاصيل عن دفء سلامهم..!! عطشٌ..، الصادقون اعتكفوا كهوف الحذر، ... توجسوا غربة الفراغ.. رحلوا...!!.... وصدقهم باسط أجنحته ..، مغادرٌ في سربه ...، !! عطشٌ ..، الراحل لا يعود..!!