تقسو الجماهير على فرقها أملاً منها بظهور محبها بأجمل صورة وأبهى منظر، وتختلف هذه القسوة باختلاف الموقف أو اختلاف الموقع الذي اعتادته من فريقها. لكن ما يشدني دومًا في نقاشات الهلاليين على وجه الخصوص هو البحث المستميت عن نواقص فريقهم وثغراته إلى أن يصلوا لمرحلة تطغى عليها السلبية في النقاش على الإيجابيات. أعي تمامًا أن من اعتاد اعتلاء صهوة المجد لا يرضى بكبوة الجواد. وأعي كذلك أن الغني هو من يخاف على ماله على عكس الفقير الذي لا يجد ما يخاف عليه. ولكن، في زمن سرعة انتقال الآراء والتوجُّهات، لم يعد يخفى على (المنتقد) حديث (المنتقِد). والانطباع العام لدى الفريق (بكل مكوناته) عن مستوى اقتناع الجماهير أصبح رهين ضغطة زر أو جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي. فهل تريد جماهير الزعيم تقويم الخلل أم هدم ما قد عُمِل؟ فالهلال حاليًّا لا يمتلك فقط عمودًا فقريًا قويًّا فحسب، بل يملك جسدًا متخمًا بمكامن القوة في شتَّى المراكز (اللهم لا حسد). فبنظرة سريعة على أدوات الفريق ونجومه تتعجب من التذمر الذي يلازم ألسنة عشاق الأزرق. فمن يملك ناصر ونيفيز والعابد وسالم وبينتلي وكريري والشهراني وكواك وديقاو في تشكيلته الأساسيَّة وياسر والشلهوب والفرج والزوري والحمد ونجومه الصاعدين من الأولمبي في الاحتياط تطغى على لهجته التشاؤم؟ مع احترامي وتقديري لبقية الأندية، هل يوجد فيها مثل هذه الوفرة الفنيَّة كمًا وكيفًا ونوعيةً؟ ضعوا أنفسكم أماكن هؤلاء النجوم في منزلكم أو في أعمالكم، فهل ترضون ألا تسمعوا سوى الانتقاد مهما أنجزتم؟ هل ترضون أن تتقنوا كل أعمالكم ولا يتم الحديث سوى عن زلاتكم الصغيرة؟ هلالكم سيقدم (بعد توفيق الله) خلال هذا الموسم ما سوف ترسمونه في مخيلتكم. فإنَّ تشائمتم حصدتم الآهات، وإن تفائلتم بعثتوا في نفوس نجومكم الثقة والرغبة للوصول إلى حدود سماء آمالكم. انصفوا فريقكم وقفوا معه، فهو قادر على تحقيق تطلعاتكم متى ما كنتم عونًا له، لا حجر عثرة في طريقه. فهل أنتم فاعلون؟ كبار آسيا يدخل الزعيم والعميد هذا المساء الشوط الأول من لعبة الكبار أمام خصمين عنيدين هما سد قطر وعين الإمارات. الصدفة ورغبة رباعي غرب آسيا هي من جعلتهم يلتقون مجدَّدًا بعد لقاءات المجموعات التي مالت الكفة فيها باتجاه ممثلي السعوديَّة على حساب شقيقيهما الخليجيين. ولكن من المؤكد أن لقاءات دور الثمانية لن تشابه ما سبقها. فاستعدادات الصيف الفائت قادرة على تغيير موازين القوى أو حتَّى تدعيمها. ما سنراه الليلة بإذن الله هو خطوة كبيرة في هذا المحفل القاري الكبير، ندعو الله أن تكون للأمام وبأريحية كبيرة تجعلنا ندخل لقائي الإياب بأفضلية واضحة وصريحة. دعواتنا لممثلي الوطن بالفوز والانتصار الصريح. خاتمة... وإذا أصيب القوم في أخلاقهم... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً (أحمد شوقي)