عندما يتكلم الناس عن الطقوس الدينية الغريبة فإن من أوائل الأديان التي ستظهر فوراً في هذا الحوار هي غرائب الدين الهندوسي. أشهر هذه الطقوس حرق الأرامل أنفسهن بعد وفاة أزواجهن، وهو طقس عند بعض الطوائف والتي كانت تجبر الأرملة على ذلك إذا رفضت، وهناك كذلك حفل اسمه «تهوكام» يقوم فيه المتدينون الهندوس بغرس الخطافات الحادة في ظهورهم والتعلق في الهواء! ونعرف ذلك العرض في إسبانيا والذي يسمى مصارعة الثيران، والذي يقوم فيه الماتادور بتعذيب الثور المسكين بغرس أسياف في جسده حتى يموت، وهناك فكرة شبيهة بهذا في الهند اسمها أيضاً مصارعة الثيران، لكن ليس فيها همجية اللعبة الإسبانية ولا تعذيب أو قتل للثور، وإنما يحاول الهندوسي التحكم بالثور أو على الأقل التعلق به من أجل جائزة مالية، وهي من أخطر الألعاب طبعاً لما في الثور من قوة وشراسة. لكن لا تقتصر غرائب الدين الهندوسي على هذه الأشياء. في القرن الثالث عشر ظهرت في الهند طائفة هندوسية تخصصت في عبادة إلهة اسمها «كالي»، وهي إلهة الدمار والإفساد. كما هو متوقع فقد كانت معتقداتهم وطقوسهم قائمة على هذه المعاني، ومن غرائب هذا أن هذه الطائفة كانت تعيش حياة عادية غالب السنة لا فرق بينهم وبين أي هندوس آخرين، حتى إذا أتى الخريف انطلقوا يجولون أرجاء الريف يبحثون عن المسافرين من ذوي المال، فتأتي إحداهم وتحادثه وتشاغله حتى تقوده وهو لا يشعر إلى منطقة معزولة، فيهجم عليه الباقون عليه ويقتلونه خنقاً بوشاح خصصوه لهذه المهمة، والهدف أن يضحوا بالبشر لآلهتهم! وغير الخنق فقد كانوا يُغرِقون الضحايا ويسممونهم لأنهم يعتقدون أن آلهتهم لا تريد الدم، استخدموا ليس النساء فقط بل حتى الأطفال علموهم قتل المسافرين. ذاع صيتهم السيء وعرفهم الناس باسم «فانسيغار» وتعني طائفة الخانقين، ولم يكن هذا اسمهم الحقيقي وإنما وصفٌ لهم. لما احتل البريطانيون الهند ضاقوا ذرعاً بهذه الطائفة ومشكلاتها فقرروا التخلص منها، وبدؤوا هذه الحملة عام 1833م فقبضوا على ثلاثة آلاف منهم، قتلوا منهم 500 وسجنوا الباقين بقية أعمارهم (وهي من أعمال الخير البريطانية النادرة، فقد احتلوا العالم وأبادوا واستعبدوا وأذلوا الأمم مئات السنين)، وقُتِل آخر فرد من أفراد هذه الطائفة عام 1882م واندثرت بمقتله طائفة فانسيغار، وأما اسمها الحقيقي الذي تسمّوا به فهو «ثاغز» وهي كلمة لا تزال مستخدمة في اللغة الإنغيزية إلى اليوم وتعني فرداً في عصابة إجرامية. رغم أن الطائفة اندثرت إلا أنه بقي لها أثر، فمدينة كالكوتا المعروفة كان اسمها الأصلي «كالي غوتا» وهو مستوحى من اسم تلك المعبودة، لأن المدينة تحوي أكبر معبد مخصص لها، وإلى اليوم والهندوس يضحون قرباناً لهذا الصنم، وأريد أن أُطَمْئن من يريد السفر إلى كالكوتا أن الهندوس اليوم تركوا التضحية بالبشر واتجهوا للماعز!