أصبح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أكثر عزلة من أي وقت مضى على إزاحته من منصبه كرئيس للوزراء أمس الاربعاء خصوصاً بعد أن دعا المرجع الشيعي الابرز علي السيستاني أمس الاربعاء الى اختيار رئيس وزراء جديد في العراق يحظى ب(قبول وطني واسع) مؤكداً بذلك تخليه عن الماللكي المنتهية ولايته، في حين حض البيت الابيض أمس المالكي على التنحي والسماح لخليفته المكلف بتشكيل الحكومة، كما دعا مجلس الأمن أيضاً إلى سرعة تشكيل حكومة لا تقصي أحداً في العراق. وقال السيستاني رداً على رسالة وجهها حزب الدعوة (ارى ضرورة الاسراع في اختيار رئيس جديد للوزراء يحظى بقبول وطني واسع) في اشارة الى رفض غالبية المكونات فضلاً عن شركاء بارزين في التحالف الشيعي التعاون مع المالكي. وأكد ضرورة ان يتمكن رئيس الوزراء الجديد من العمل مع القيادات السياسية (لإنقاذ البلد من مخاطر الارهاب والطائفية والتقسيم) وجاءت هذه الدعوات بعد أن أعلن المالكي في وقت سابق من أمس عزمه على التمسك بالسلطة حتى صدور قرار من المحكمة الاتحادية رغم ان فرصه في البقاء ضئيلة مهما يكن قرار المحكمة بسبب فقدانه العديد من الحلفاء بحسب محللين. وفي هذا الشأن حض البيت الابيض أمس المالكي على التنحي والسماح لخليفته المكلف بتشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم الامن القومي بن رودس للصحافيين يجب أن يحترم العملية..هذا لم يفرضه احد من الخارج..هذا ما قرره العراقيون انفسهم). وأضاف ان البيت الابيض (سيكون في غاية السعادة لرؤية حكومة جديدة..لم يعمل العراقيون سوية في الاعوام المنصرمة ولم يتم اخذ السنة في الاعتبار بشكل كاف، وهذا ما أدى الى فقدان الثقة في بعض مناطق العراق وداخل القوات الامن). وقد وضع الرئيس باراك اوباما كامل ثقله الاثنين وراء رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي داعيا المالكي دون ان يذكره بالاسم الى التنازل عن السلطة سلميا. بدوره قال مجلس الأمن أمس إنه متحمس لتعيين العبادي بوصف ذلك خطوة مهمة صوب تشكيل حكومة لا تقصي أحدا وتمثل كل أطياف المجتمع العراقي. ودعا المجلس في بيان العبادي إلى العمل بسرعة على تشكيل مثل هذه الحكومة بأسرع ما يمكن في الإطار الزمني الدستوري، ودعا كل الأحزاب السياسية وأنصارها إلى التزام الهدوء واحترام العملية السياسية التي يحكمها الدستور.