السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إشارة إلى ما نشر في صفحة منوعات بجريدة الجزيرة يوم الأحد الموافق 7 شوال، حيث وُضع كاريكاتير عن الموظفين رجل يسأل آخر (ويش ها اللي معك يابو صالح) فيرد الآخر (هاذي معاملة) وهو يحمل في يده وسادة. وهذا يعطي الانطباع المباشر بأنّ الموظف يذهب للدوام لكي ينام، وقد تكررت مثل هذه الرسوم غير الموضوعية، خاصة في شهر رمضان المبارك، وهذا غير صحيح، فالموظف لا يمكن أن ينام أولاً أمام زملائه. وثانياً هناك رئيسه المباشر في المكتب الذي يطلب منه معاملات وقد يمر على الدائرة من آن لآخر ليتفقد موظفيه وسير العمل. هذا بالإضافة إلى أنّ كل وزارة أو وكالة وزارة أو إدارة مستقلة، لديها إدارة خاصة للمتابعة يمر موظفوها على الإدارات الأخرى عدة مرات لمراقبة الدوام، كما أن هناك ديوان المراقبة العامة الذي يتابع الموظفين، فلماذا يوصم الموظف بأنه دائماً كسلان ويخلد للنوم في رمضان أو غير رمضان، أثناء الدوام الرسمي، وهو يعمل بكل جد من أجل خدمة المواطن وإنجاز وتسليم المعاملات، ويحس ويشعر أنه يتقاضى راتباً شهرياً على هذا العمل المسند إليه؟. وإن كان هذا الموظف لديه نوبة مسائية أو في مكان منعزل لما فعل ذلك، لأنه على الأقل سيستقبل المراجعين من المواطنين أو المقيمين وحتى إن كان مريضاً فمن حقه الاستئذان والخروج إلى منزله. فالدولة لن تترك الموظفين ينامون أثناء الدوام فهناك عدة جهات رقابية داخلية وخارجية وجولات تفتيشية على مدار الساعة وخاصة بعد الإجازات الرسمية للدولة. ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء والوزراء كل في وزارته يتابعون نتائج جولات موظفي ديوان المراقبة العامة، ويهتمون بالأداء العام لجميع موظفي الدولة ويقدرون لهم ذلك لأن نتائج هذه الجولات سوف ترفع لمقام خادم الحرمين الشريفين. إنّ فن الكاريكاتير هو فن حساس تصل فيه المبالغة إلى الحد الذي يجعل المشاهد يبتسم، ولكنه يجب ألا يسيء إلى أحد أو يقلل من قدر أحد أو يوهم جميع موظفي الدولة بالكسل في رمضان أو غيره، والدوام بأكمله خمس أو ست ساعات تتخلله صلاة الظهر فكيف يمكن للموظف أن ينام في هذا الوقت الضيق، ولديه على الأقل عدة معاملات وحركة الكثير من الزملاء ولديه مدير مباشر، وهناك إدارة للمتابعة داخلياً وديوان عام للمراقبة العامة يباشر دوام وعمل موظفي الدولة بصورة يومية على جميع الوزارات والله الموفق.