تتم في الشارقة حاليا الاستعدادات للدورة الجديدة لبينالي الشارقة، ومن المتوقع أن تحمل هذه الدورة الكثير من المفاجآت والفعاليات التي اعتاد عليها متابعوه، نتيجة للدراسات المستفيضة التي تقوم بها الشيخة حور القاسمي مدير عام البينالي والمشرف عليه التي أكدت خلال لقائي بها في كثير من دورات البينالي بدعوة كريمة منها خلال حضورها ولقاءاتها مع المدعوين وتقديمها أوراق عمل أو مناقشة ما يطرح في الأمسيات وبتواضعها المعهود، ان فريق العمل الذي تديره للبينالي حريصون على أن يكون لكل دورة ما يميزها عن سابقاتها.. و خلال حضوري لقاء مارس العام الماضي والذي يقام بين كل بينالي لتقييم ما تم عرضه وبحث سبل التطوير بحضور نخب من النقاد والفنانين شاهدت بالفعل حجم الاهتمام بالبينالي وسر نجاحه في كل دوره.. مع ما يؤكده من أهمية للفكرة المطروحة بعناية للتعامل معها وفي حدودها من قبل التشكيليين المشاركين.. مما دفعني لاستعادة الكثير من المواقف في ساحتنا المحلية التي يتذمر فيها بعض التشكيليين والتشكيليات عند طرح فكرة لمسابقة أو معرض اعتذار البعض عن المشاركة لأنها محددة بموضوع معين. هذا الواقع يظل دلالات كثيرة؛ منها أن الأساليب التي يتعامل بها أولئك الفنانون لا يمكن تطويعها للتعبير عن أي موضوع أو لعدم قدرتهم على تخطي ما تعودوا عليه من (الرتم) أو الايقاع الذي اعتادوا على التعامل به مع ابداعاتهم. في الوقت الذي يبحث فيه منظمي الفعاليات التشكيلية العالمية عن الفكرة وتوحيدها.. هذا الواقع يجعلنا نشك في مستوى الوعي عند أولئك التشكيليين ونكتشف ضيق الافق ونقص الثقافة والمتابعة لجديد هذا الفن في العالم... إلا أنني أعود بالظن الحسن في الاجيال الجديدة التي وجدت منها المرونة والتفاعل والقدرة على التعامل مع متطلبات الحداثة التشكيلية في جانب التعامل مع الثيمة (الفكرة) أو سبل تنفيذها.. وقد تكون تجربة جمعية التشكيليين عند إعلانها إقامة مسابقة بعنوان (آثارنا إبداع يعانق الحاضر) أو موضوع تجميل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، حيث تقدم للمشاركة في هذين المعرضين نخبة كبيرة من الاجيال الجديدة كانت أعمالهم مثار إعجاب زوار المعرض وإعجاب المسئولين في مركز الحوار عند مشاهدتهم للعديد من صور اللوحات التي لامست فكرة المركز. لنعود ونختم بالقول إن لكل زمان دولة ورجالا، وإن من اعتاد على أسلوب وأصبح أسيراً له، لن يستطيع أن يساير الواقع، وسيبقى في حدود ماضيه وفي دائرة الخصوصية غير القابلة للتطوير، مع ما يجب أن يتم تكراره من طرح مواضيع تدفع بالأجيال الجديدة للمنافسة.