بيّن عدد من المثقفين والكتاب والمسؤولين بمنطقة القصيم عمق مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز- حفظه الله- التي ألقاها مؤخرًا للأمتين الإسلاميَّة والعربيَّة والمجتمع الدولي. في البداية تحدث المؤلِّف أحمد المنصور عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميَّة قائلاً: تابعنا عبر وسائل الإعلام كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الوضع الذي يعيشه أبناء غزة من العدوان الإسرائيلي الذي أحرق المئات من الأطفال والشيوخ والنساء وهدم العشرات من المنازل والمستشفيات والمدارس وغيرها من أماكن وجودهم، فلا شكَّ أن كلمته - حفظه الله- عن الظُّلم الذي يعيشه أبناء غزة وغيرهم من أبناء فلسطين بلسم لهم لأنهم وجدوا فيه نعم المحب لأمَّته العربيَّة والإسلاميَّة حيث تعيش الأمَّهات أحزانها ومصابها والأكثر همًا مصيبة أبناء غزة التي هي مصيبة فلسطين ووقوفه مع قضيتها في مختلف المحافل الدوليَّة لإنصافها ورد حق أصحابها من المحتل الذي لا يقدر حرمة الإِنسان، وختمها بكلمة مدوية عبر وسائل الإعلام العالميَّة قائلاً: (اللَّهمَّ أني قد بلغت، اللَّهمَّ فأشهد، اللَّهمَّ إني قد بلغت اللَّهمَّ فأشهد). كما بيّن عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالرحمن بن عبد الله المشيقح خلال كلمته أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تحمل مضامين ومعاني إنسانيَّة واضحة المعالم موجهة إلى الأمتين العربيَّة والإسلاميَّة والمجتمع الدولي لتتحمل المسؤولية تجاه الخلل والتداعي المؤسف الذي يحدث في العالم وتخاذل المجتمع الدولي تجاه ما يحدث من إرهاب جماعات أو منظمات أو دول وأن جرائم الحرب في فلسطين سوف تصنع جيلاً لا يؤمن بغير العنف وصراع الحضارات لا بحوارها وبينت الكلمة الموقف الثابت للمملكة تجاه القضية الفلسطينيَّة. وأشار -حفظه الله- إلى ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين وبخاصة في غزة من ويلات ودمار ذهب ضحيته الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال دونما أيّ رادع أو قرار يتخذ من المجتمع الدولي وفي مقدمتها هيئة حقوق الإنسان والصمت الدولي المريب حيال مثل هذه الأعمال الاجرامية والإرهابيَّة التي تشن على إخوة لنا في غزة من حرب ضد الإنسانيَّة. وحذّر في كلمته -أيَّده الله- من عواقب ما يشهده العالم العربي والإسلامي من أعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتشويه الدين الإسلامي وحرص المملكة على إبراز الإسلام الحق النقي الصَّادق والهادف إلى إسعاد البشرية والعيش في سلام وأمن وأمان. وأفاد عبد الملك بن صالح الدبيب أحد منسوبي وزارة الثقافة والإعلام بالقصيم أن أهمية كلمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- تكمن من تلك المكانة العظيمة التي يتبوأها -أيَّده الله- وتتبوؤها المملكة باعتبارها قلب العالم الإسلامي وأرض الحرمين ومهوى الأفئدة، كذلك التوقيت الدقيق لهذه الكلمة حيث تعيش الأمتان العربيَّة والإسلاميَّة منعطفات وتحولات وصراعات. وأضاف «الدبيب» أن تلك المضامين التي تضمنتها الكلمة غاية في الأَهمِّيّة حيث أبان - حفظه الله- واجب قادة وعلماء العالمين العربي والإسلامي ودعوته الكريمة للوقوف في وجه كل من يحاول تقديم التطرف والازدراء والكراهية على أنه الإسلام وأنه هو لا غيره من يمثله وهو بمثابة اختطاف الإسلام وتشويهه وأن يقف أولئك القادة والعلماء بكلِّ حزم وألا يخشوا في الحقِّ وبيانه لومة لائم، كما أن الكلمة لم تغفل قضية الأمة الكبرى فلسطين وتلك المجازر البشعة التي راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم ولا جرم مقابل صمت رهيب من المجتمع الدولي والأممي بمنظماته ومؤسساته المختلفة، مشيرًا إلى أن المملكة كعادتها سبَّاقة دائمًا لوضع الدراسات والحلول والمناقشات والمؤتمرات ومن ذلك تلك الدعوة لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي للأسف لم يكن تفاعل وتعامل المجتمع الدولي بالشكل المطلوب والمؤمل بعد أن حظي المقترح بالتأييد الكبير له. بدوره ذكر رئيس هيئة مدينة بريدة الشيخ عبد الله بن محمد المنصور أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وضع النقاط على الحروف في كلمة جامعة مانعة أشار فيها إلى من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية وتشويه صورة الإسلام النقية، ولم يقف خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله- صامتًا بل عبَّر عن رأيه بما يحمله من همّ لهذه الأمة عبر هذه الكلمة التي ندد فيها بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة وشجب موقف المنظمات الدوليَّة لحقوق الإنسان التي تتفرج بصمت على ما يجري.