ينظر النصر وأنصاره عن غيرهم للموسم الجديد الذي بات على الأبواب بنظرة مختلفة وخاصة تدفعها عدة اعتبارات يأتي في مقدمتها أن العالمي سيدخل الموسم الجديد للدفاع عن نجوميته في موسم 2013-2014 وليس للتعويض كما كان في سنوات مضت فهو هذه المرة بطل «كأس ولي العهد ودوري عبد اللطيف جميل». وتستشعر إدارة النصر التي يقودها الأمير فيصل بن تركي في بداية ولاية ثانية حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الفريق وأهمية وخطورة الموسم الجديد بعد المكتسبات التي حققها الأصفر في الموسم الماضي. ولأن العودة للمربع الذي أقلق جماهير العالمي لأكثر من 10 سنوات خيارغير مطروح لذا فإن الاستعدادات تبدو للموسم المقبل كبيرة رغم حجم الضغوطات المتزايدة. جهاز فني جديد رغم المكاسب التي حققها الفريق العاصمي في موسمه الماضي إلا أن رياح التغيير فيه لم تهدأ، فقد غادر المحارب الأورغوياني دانيال كارينيو الذي أعاد الأمجاد والبطولات لمعقل العالميين وحل بديلا عنه الإسباني راؤول كانيدا الذي سيطارده شبح إنجازات وشعبية كارينيو ما لم يسحب البساط بالنتائج والانتصارات والأداء الممتع للفريق. ويعلم كانيدا صعوبة المهمة وهو ما صرح به عندما قدمه النادي لوسائل الإعلام وذكره هو غير مرة للاعبين منذ بدأت التدريبات في 10 يونيو الماضي. كانيدا الذي يعمل بالفكر الأوربي القائم على الانضباط أولا وأخيرا قال للاعبيه غير مرة «يجب أن تستمروا أبطالا» وهذه الجملة تكفي لتوضيح حجم الحمل النفسي الذي سيكون عليه الفريق بداية الموسم تحديدا لأن نقطة الانطلاق هي الاختبار الأهم. استقطابات محلية وأجنبية لم تهدأ إدارة النصر ونفذت وعودها التي أطلقتها بعد نهاية الموسم الماضي، فقد عقد الأمير فيصل بن تركي عديد الصفقات لدعم صفوف الفريق استعدادا للاستحقاقات المرتقبة محليا وقاريا ولتعويض رحيل الأسطورة محمد نور وعبده عطيف، باكورة تلك التعاقدات كان استقطاب متوسط ميدان الاتحاد أحمد الفريدي، وبعده بأيام حسم الرئيس النصراوي صفقة استراتيجية بضم عبد العزيز الجبرين من الرائد بعد منافسة شرسة وسيناريوهات متعددة مع الغريم الهلال، ما جعل الصفقة يترتب عليها كم من القرارات من لجنة الاحتراف، وواصلت الإدارة النصراوية صفقاتها بضم مدافع العروبة علي الخيبري بعد منافسة مع الشباب ومن ثم تم ضم حارس الشباب حسين شيعان. البولندي أدريان والبرازيلي ماركينهوس بعد الاستقرار على استمرار البحريني محمد حسين موسما ثالثا في صفوف الكتيبة الصفراء جاء القرار الإداري والفني باستقطاب عناصر أجنبية جديدة في مراكز الوسط والهجوم، حيث تعاقد الفريق مع البولندي ادريان نجم طرابزون التركي مقابل 9.5 مليون يورو بنظام شراء العقد لثلاثة مواسم، وبنفس الطريقة ولنفس المدة تم التعاقد مع البرازيلي ماركينهوس لاعب بالميراس مقابل 4 ملايين دولار. أربع مراحل مضت والمتتبع لمسيرة الاستعدادات النصراوية يرصد أن الفريق بدأ التجمع في 10 يونيو الماضي داخل قواعده حيث أجريت الفحوصات الطبية على مدار 3 أيام مع جرعات تدريبية لاسترجاع اللياقة. وغادر الفريق بعد ذلك إلى تركيا حيث أقام معسكرا استمر أسبوعين، ركز خلاله كانيدا وجهازه المساعد على رفع المعدلات اللياقية وأداء تدريبات تكتيكية من خلال المناورات التي تتم في فترة المساء. وغاب عن معسكر تركيا الحارس عبد الله العنزي لظروف والده الصحية، واستبعد زميله متعب عسيري من المعسكر لإصابته بقطع في الرباط الصليبي، وافتقد الفريق بعد أيام من انطلاق المعسكر لخدمات أحمد الفريدي الذي تعرض لإصابة قوية في الكتف كما كانت مشاركة عبد الرحيم جيزاوي وحسن الراهب محدودة بسبب الإصابات. الحدث البارز بجانب الإصابات التي داهمت الفريق كان التحاق البولندي ادريان بالمعسكر بعد توقيعه العقد في الرياض. ولم يترك الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي الأمور تسير دون أن يقف عليها فقد تواجد في أواخر أيام المعسكر في تركيا وتابع أحد التدريبات. ارتياح لمعسكر تركيا الإسباني كانيدا مدرب الفريق، وسالم العثمان مدير إدارة الكرة أكدا نجاح معسكر تركيا وأشادا بالانضباط الذي كان عليه اللاعبين. وبين العثمان أن عدم إقامة مباريات ودية خلال المعسكركان بقرار فني لرفع معدلات اللياقة والاستعداد البدني. 5 وديات في الرياض عاد الفريق إلى الرياض مطلع رمضان لبدأ المرحلة الثالثة من المعسكر، وخلالها لعب الفريق 5 مباريات ودية، كانت البداية بفوز على المجزل الناشط في الدرجة الثانية بثنائية نظيفة، وفاز الفريق بخمسة اهداف لهدف على الجيل، وتعادل بهدفين مع هجر الوافد على النسخة القادمة من دوري المحترفين، وعاد الفريق ليفوز على النهضة 5-2 قبل أن يخسر من الحزم في المباراة الأخيرة 0-2 ما ترك أكثر من علامة استفهام لدى جماهير الفريق على الطريقة التي يطبقها كانيدا خاصة وأن ذكريات كارينيو لا تزال العنوان المفضل لتلك الجماهير. تعادلين رحلة العين لم يتحدث كانيدا بعد الخسارة من الحزم وفضل حزم الحقائب مع لاعبيه والمغادرة إلى العين الإماراتية حيث شارك الفريق في الدورة الثلاثية وحقق الوصافة بعد تعادلين أمام الكويت الكويتي 2-2 والعين المستضيف 1-1، وخلال الدورة عاد الحارس عبد الله العنزي لحماية المرمى لكن في النهاية بدأ هاجوس الخوف من مسلسل التعادلات الذي كان يحققه كانيدا مع الاتحاد يدغدغ جماهير النصر التي تخشى ان يكون لتحفظات المدرب الأسباني دور في تلك النتائج. خلال الدورة كان البرازيلي ماركينهوس الضيف الجديد على الكتيبة لكنه لم يشارك لعدم اكتمال توقيع وثيقة الانتقال النهائية. كانيدا راض بعد العين المدرب كانيدا أكد لوسائل الإعلام بعد دورة العين أنه حقق أهدافه مطالبا من الجماهير المساندة للفريق ومؤكدا أن النتائج ستكون في المستوى خلال المباريات الرسمية. واشتكى المدرب الإسباني قليل الحضور إعلاميا من موجة الإصابات التي حرمته خلال الدورة من أرقام مهمة كالبولندي ادريان والجيزاوي بالإضافة لإبراهيم غالب في المباراة الأخيرة التي واكبها غياب محمد حسين وطرد محمد السهلاوي. الفرصة الأخيرة وبدا من المباريات الودية ودورة العين أن كانيدا يراقب أصحاب الفرصة الأخيرة، ويبدو أن قراره النهائي بشأن القائمة سيفصح عنه نهاية الأسبوع الجاري وهناك أكثر من لاعب تبدو فرصة استمراره صعبة جدا في ظل الأسماء التي حجزت أمكانها مبكرا. السوبر أول الاختبارات الحقيقية الفريق سيعود بعد تمتعه بإجازة عيد الفطر إلى التدريبات وهذه المرة ستكون الخطوات محسوبة لكون الفريق على بعد أيام قليلة من الموعد المرتقب على كأس السوبر أمام الشباب في السابع من أغسطس، وهو الموعد الذي يسبق مباراة النصر أمام نجران في افتتاح النسخة الجديدة من دوري عبد اللطيف جميل حيث يسعى النصر لتحقيق اللقب وإعادة كتابة تاريخ ثنائيات الدوري المتتالية التي حققها من قبل في (1994 - 1995)، و(1980 - 1981) إلى جانب أنه مقبل على موسم فيه من التحديات الكثير محليا وقاريا.