ست مباريات ودية كانت كفيلة بخروج أصوات نصراوية تطالب برحيل الإسباني كانيدا من مهمة تدريب الفريق، خصوصاً أن راؤول يقع تحت مجهر التدقيق منذ لحظة إعلان توليه المنصب خلفاً للأوروغوياني دانييل كارينيو الذي عاد معه «العالمي» إلى معانقة لقب الدوري بعد غياب دام 19 عاماً. ثلاثة تعادلات وانتصاران وخسارة جعلت المعارضين لتعيين مدرب الاتحاد السابق يتثبتون من موقفهم، ويشنون هجوماً ضارياً عليه من خلال «تويتر»، فلم يكن للنصرايين حديث طوال اليومين الماضيين سوى أن مركب النصر لم يعد «يختاً» بعد تولي الإسباني دفة القيادة. على الضفة المعاكسة يقف كثيرون حاملين رأياً مختلفاً من حيث الفكرة، إذ يعتقدون أنه من الظالم جداً إطلاق الأحكام على الفريق والمدرب خلال وديات خُلقت من أجل الوصول إلى مواطن الخلل وإتاحة الفرصة للاعبين كافة قبل انطلاق منافسات مسابقة الدوري. في بطولة العين الودية الدولية والتي خرج خلالها بطل الدوري بتعادلين أثارا حفيظة شريحة كبيرة من مشجعي «فارس نجد»، خاض كانيدا المباريات وسط غيابات بالجملة بلغت تسعة مع الوصول إلى مباراة العين، فالعناصر الأجنبية الأربعة بأكملها لم تكن حاضرة، ابتداء من المدافع البحريني محمد حسين الذي أقصي بالبطاقة الحمراء في المباراة الأولى، مروراً بصانع الألعاب البولندي أدريان ميرزفسكي الذي يعاني من إصابة، وصولاً إلى المهاجم البرازيلي ماركينيوس غابرييل الذي لم يكن في جاهزيته التامة لالتحاقه للتو بالفريق انتهاء بالمحترف الرابع الذي لم تعرف هويته بعد. وإضافة إلى ذلك الرباعي فإن الإصابة حرمت كانيدا من الثلاثي إبراهيم غالب وأحمد الفريدي وعبدالرحيم جيزاوي، علاوة على غياب كل من الوافدين الجدد حسين شيعان وعلي الخيبري، الأمر الذي دفع راؤول إلى تجربة الصف الثالث لسد الثغرات. ولربما أن الموقف الذي أحاط بالمدرب الإسباني من خلال فقدان تسعة أحجار من العقد الأصفر خلال التحضيرات لا يعود إليه، إذ يرى البعض أن المسؤولية مشتركة بين الجهاز الطبي واللياقي في ظل عدم جاهزية بعض اللاعبين للإصابات أو نقص التكامل البدني، إضافة إلى تأخر الإدارة في حسم ملف الأجانب بالتعاقد مع ماركينيوس قبل فترة قصيرة، وبحثها المستمر حتى اليوم عن مهاجم محترف، بحسب تصريحات الرئيس الأمير فيصل بن تركي حول خانة اللاعب المقبل، الأخير تحدث عند التعاقد مع كانيدا مؤكداً ثقته اللامحدودة بإمكاناته الفنية، مبيناً أن جماهير ناديه تنتقد من باب الاهتمام بالفريق ومستقبله بعد مكتسبات حققها ببطولتين غاليتين، ليقف «العالمي» المدجج بكوكبة نجوم في موقف الحائر بنجومه الكثر واختلاف بعض الأنصار على المدرب، إلا أن ثقة الرئيس بعمله وتصريحاته التي تزرع الاطئنان في قلوب المشجعين قد تحد من آثار الانتقاد المتواصل لكانيدا، بعد أن بلغ معه الفريق أفضل منجزاته على مستوى تاريخ الكرة السعودية بأعلى معدل نقاط، وأكثر فريق يحقق انتصارات متتالية، إلا أن ترقب الجماهير للموسم الجديد قد يزيد من أعباء المسؤولية الملقاة على كاهل الإدارة واللاعبين.