شخَّص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واقع الأمة الإسلامية المؤلم الذي يجمع عليه الجميع، نتيجة طغيان صراع الشعارات والتحزبات، وقد أصبح المسلمون يتقاتلون فيما بينهم ليس دفاعاً عن قيم الإسلام ومبادئ الدين القويم، ولكن انحيازاً لمخططات حزبية وانتصارات لشعارات جماعات طائفية وعرقية، ولم يعد أعداء الإسلام من خارجه بل تفشى العداء داخل الدين الواحد من خلال تنامي العناصر الخارجة عن الدين وتعاليمه السمحة. لم يعد نتنياهو واليهود والمتصهينون من الغرب والشرق على حد سواء وحدهم الذين أجابوا على تساؤل أبو الطيب المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد فقد سارع أعداء الإسلام من داخل الأمة في الإجابة على هذا التساؤل، وحوَّلوا عيد الفطر المبارك إلى حال من الحزن واليأس والقنوط، فلم يعد الإسرائيليون وحدهم أعداء المسلمين، فخوارج الأمة من جماعة داعش والقاعدة وأذيالهم من النصرة والإخوان المسلمين وجماعة حزب الشيطان في لبنان والحوثيين في اليمن وعصائب الباطل في العراق ونظيرتها في الإجرام غدر العراق وفيلق القدس، جميعهم حوَّلوا العيد إلى مناسبات للحزن وتقبل العزاء، في الموصل والرقة وفي أرجاء مختلفة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، واستشهد مئات المسلمين بأيدي ممن يزعمون انتماءهم للإسلام والمسلمين، والذين أجرموا بحق الأمة مثلهم مثل أعداء الدين من الإسرائيليين الذين قتلوا أكثر من ألف شهيد فلسطيني ودمروا آلاف المنازل، وأعداء الإسلام من داخل الملة هم الذين أتاحوا لليهود ارتكاب كل الجرائم التي تابعناها في شهر رمضان المبارك، لأنهم أشغلوا الأمة وألهوها بالدعوة للأحزاب وللشعارات الطائفية والعنصرية، فأصبحوا بهذا أخطر من الأعداء المتربصين الذين يمكن تشخيصهم بالعلن، في حين يتستر أعداء الإسلام من داخله بارتدائهم عباءة الإسلام ويزايدون على ذلك بالغلو والتطرف. وللأسف الشديد انخدع نفر من القلة بهذه الادعاءات فناصروا الظلم والعدوان حتى على أبناء شعبهم ووطنهم، إلا أن الله فضح نواياهم وأخزاهم، فإن ظهرت جولة للظلم فإن للحق جولات قادمة ستقضي على دابر أعداء الداخل والخارج معاً في ظل تكاتف أبناء الأمة.. أمة الإسلام المخلصين الذين مكنهم الله من الوقوف صفاً واحداً وسداً منيعاً ضد الطغيان واستباحة الدماء.