من يقدر قيمة العمر لا يسمح لطاحونة الأيام أن تحول سنواته إلى هشيم تذروه الرياح؛ فالحياة قيمة عظيمة قد نكون من خلالها ثروات طائلة لو أدرناها بشكل مدروس ولم نسمح للغفلة أن تسرقها وللنشوة بالصحة والشباب وطول الأمل أن تأكلها؛ فالثانية ربما كانت كنزا لا يقدر بثمن لو نظرنا إليها على أنها منحة كبرى. لاشك أن للمتعة باليوم والساعة والدقيقة أثراً على تجدد الهمة والنشاط وإثراء الحياة بالبهجة والفرح على ألا تكوّن معظم الأيام والساعات والدقائق، بل جعلها كالملح في طعام العمر شيئا لذيذا يعطي المذاق الممتع بمقدار لا يفسد التذوق والاستمتاع ومناسبة كرمضان فرصة لا تعوض لبناء النفس وتهذيبها وربما على إجبارها ألا تجعل الهوى يهوي بنا في هوة الكسل عن استثمار أيام الخير بالخير والعطاء الذي تنتظرنا مواسم حصاده في يوم نحن به أحوج إلى الحسنة التي ربما زحزحتنا عن سموم النار إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقفة: لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ والدهرُ في صرفهِ عجيبٌ وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبْ وكل ما يرتجى قريب والموت من كل ذاك أقربْ