هي ليلة القدر، سُميت بذلك لشرفها وعلوها، وعظم شأنها وكذا الأقدار والآجال تقدّر فيها، فصفحات الأعمال تُطوى فيها، وتُكتب الأقدار والآجال. هي ليلة عظيمة!! نفيسة مباركة رائعة. عظيمة عند أهل السماء قبل أهل الأرض. فيها تُعتق الرقاب، وتُغفر الذنوب وتكفر السيئات، وترفع الدرجات، أمّا أين هي فهي في رمضان أحد أركان الإسلام العظام. رمضان هو الركن الرابع أو الخامس من أركان الإسلام، فيه الليلة التي أنزل فيها القرآن ما أحسن تلك الليلة! وما أعظم شأنها! إنّها ليلة العمر!! إنَّها ليلة السهر، إنَّها ليلة الذكر، والدعاء والقرآن, والصلاة والبكاء والنصب والتعب ليلة تُذرف فيها الدموع، تُسكب العبرات، إنها ليلة القيام والقنوت, إنَّها ليلة الاجتماع في بيوت الله إنَّها الليلة الوحيدة في العام التي لها ما لها من مزايا. اغتنموها أيها العقلاء، اعرفوها أيُّها الأذكياء، إنها ليلة العفو، إنّها ليلة العتق من النار، ليلة وما أدراك ما تلك الليلة، هي خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر هي خير من ثلاث وثمانين سنة وستة أشهر، لا بد من الاجتماع والاحتفاء والتواصي والبذل والدعاء والخوف والرجاء في تلك الليلة الخالدة العظيمة المعظمة. لا بدَّ من الإعلان والدعاية لتلك الليلة أين وسائل إعلامنا؟ أم أين قنواتنا الفضائية؟ ثم أين إذاعاتنا الإسلامية، وصحفنا العربية عن تلك الليلة؟ وتمييزها والحث عليها أين الكتّاب؟ والمحررون والأدباء الإسلاميون؟ والمفكرون عن تلك الليلة؟ ليت أن وسائل الإعلام تبرز هذه المناسبة كما تفعله في غيرها من المناسبات ولكن حقيقة أقولها وكلمة أسوقها لو كانت هذه الليلة عند أهل الديانات الأخرى أو عند الشرق أو الغرب، لقدموا ثم قدموا ولفعلوا ثم فعلوا لتلك الليلة. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا في ليلة القدر.