لوجود عارض صحي تمثَّل في إجراء عملية جراحية في العين، مُنعت على إثرها من القراءة والكتابة وعدم الاقتراب من جهاز الحاسوب وحتى مشاهدة التلفزيون، توقفت عن الكتابة ولذلك اختفت زاوية (أضواء) طيلة الأسبوعين الماضيين، ولكن الأحداث التي تشهدها المنطقة وبخاصة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة يجعلك تتمرّد على تعليمات الطبيب، فالذي يحدث في غزة يجعلك تغضب من الذين يصمتون على العدوان الإسرائيلي، فكيف تصبح واحداً منهم، خصوصاً أن ضحايا العدوان الإسرائيلي جلهم من الأطفال والنساء في هذا الشهر الفضيل الذي ترتفع فيه حساسية الشعور بالتضامن والتعاطف مع كل مظلوم، فكيف يكون الحال عندما يكون الضحايا من المسلمين الصائمين، والبعض يشاركون في مؤامرة تعرضهم للإبادة ممن ينتمون للإسلام، بل ويزعمون بأنهم الأكثر دفاعاً عنه. لنذكِّر بالبداية، وعن أسباب عدوان إسرائيل على أهل غزة، ومع أن المجرمين والعنصريين الطغاة الإسرائيليين لا يبحثون عن مبررات، فهم دائماً يتلقفون أي سبب لذبح الفلسطينيين، إلا أن حكومة نتنياهو وجدت في خطف، ثم قتل ثلاثة مستوطنين شمال مدينة الخليل المبرر لشن العدوان على قطاع غزة، مدعين بأن من قام وحرَّض على عمل الخطف والقتل هم جماعة حماس الحاكمة في غزة، والذي أثار غضب الإسرائيليين قول الجهة التي نفذت القتل بأنها تقدم هؤلاء المستوطنين الثلاثة (هدية) احتفالاً بتنصيب البغدادي خليفة لدولة داعش. بعد هذه الهدية تقاطرت هدايا الإسرائيليين على قطاع غزة، البداية غارات بالطائرات تسببت في مقتل المئات وهدم المنازل وحتى المستشفيات، ووصل الأمر إلى التهديد بإعادة احتلال قطاع غزة أو على الأقل بعض مدنه، وقبل أيام ارتكبت جريمة إبادة في حي الشجاعية، حيث قُتل أكثر من سبعين فلسطينياً ومئات الجرحى، كما استهدفت مستشفى شهداء الأقصى ولا تزال العملية العدوانية مستمرة بعد أن فشلت جميع محاولات وقف إطلاق النار، لسعي الأطراف المتداخلة في هذه الحرب البشعة إلى تحقيق أهدافهم، فالإسرائيليون يريدون تدمير البنية العسكرية لحماس.. هكذا يقولون ومنها هدم الأنفاق التي تربط غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة وتدمير آلاف الصواريخ التي تمتلكها حماس، أما حماس فلا تريد حلاً يُنسب النجاح فيه لطرف يحارب جماعتهم (الإخوان المسلمين) في مصر وتريد أن ينال حلفاؤها قطر والأتراك نصيباً من النجاح الدبلوماسي، إذ يعرضون مشاركة قطروتركيا وتقليص دور مصر بحجة أن القطريين والأتراك قادرون على انتزاع نقاط دعم للفلسطينيين منها فتح المعابر فتحاً دائماً وعدم تكرار اختراق وقف إطلاق النار، وهم يعلمون أن إسرائيل لن تخضع لقطر أو تركيا ولا يهمها إلا الرأي الأمريكي الذي يجد في المبادرة المصرية حلاً وسطاً يُوقف ذبح الفلسطينيين الذين يجب ألا تكون حياتهم رهينة بالتجاذبات السياسية ومحاولة تحقيق مكاسب للإخوان على حساب أهل غزة.