** رغم قلّة متابعتي لما يطرح هذه الأيام في صحافتنا الرياضية، وخصوصا خلال هذه الفترة التي تزامنت مع حلول شهر رمضان الفضيل، وتولي الأمير عبد الله بن مساعد مهامه الجديدة.. إلاّ أنني على يقين من أن تناولات زملاء المهنة قد انهالت على الأمير من كل حدب وصوب، الكل يقول:كل الصواب والحكمة في ثنايا طرحي.. أي (الزين عندنا) بالعامّي.. أما النوايا فلا يعلمها إلاّ (الله سبحانه وتعالى). ** غير أن هذا الحق المتاح والمشروع لكل صاحب رأي، ربما يصطدم بعدم قدرة الأمير على إيجاد وتوفير الوقت الكافي للاطلاع عليها نظرا لكثرتها، فضلا عن تنوع وتباين أوجه أغراضها ومراميها، ولاسيما وهو في بداية الاضطلاع بحمل تركة ثقيلة، وبناء مرحلة جديدة.. بمعنى أنه لو ظل منكبّا على تصفح كل ما يصب في هذا المنحى فسيمضي وقتا طويلا، وسيكون ذلك على حساب ما هو أجدى وأجدر بالمباشرة العملية، فالوقت لم يعد وقت (ما يطلبه المتميلحون) وذلك عطفا على ارتفاع وتيرة الاحتياجات الملحّة في سبيل انتشال وضعنا الرياضي من منحدره السحيق الذي يعيش فيه منذ عقود؟! ** على أن الشيء الذي أنا على يقين تام منه هو أن (الهلال) سيكون هو المعيار لمدى الرضى عن الأمير في مهمته من عدمه في نظر بعض أصحاب تلك التناولات ومن يدور في فلكهم، كيف؟؟. ** لو نجح الهلال في تحقيق أي منجز قادم كما هو ديدنه.. فسيغمزون ويلمزون في قناة عبدالله بن مساعد حتى وهو لا ناقة له ولا جمل في ذلك لا عرفاً ولا نظاماً.. في حين أنه لو تقصّد الهلال بشيء من القسوة، فسيكون في نظرهم هو الشهم العادل؟!. ** هذا الكلام ليس من النوع المرسل، أو الإنشائي، وإنما هو خلاصة سلسلة من الوقائع والأمثلة الحيّة التي عايشناها على مدى عقود من الزمن. ** فالحكم الذي لا ينصف الهلال يضعون اسمه في لوحة الشرف.. والمسؤول الذي لا يراعي ضميره في تعامله مع الهلال يعتبرونه الرجل الذي تعجز النساء أن ينجبن مثله.. والإعلامي الذي يسيء للهلال يعدّونه في طليعة الفرسان والأبطال، وقس على ذلك ما شئت من الأمثلة؟!. ** من جانبي أقول للمسؤول، وللحكم، وللإعلامي، أيا كان ذلك المسؤول أو الحكم أو الإعلامي : راقب الله وحسب.. بعد ذلك لا تكترث لمادح متزلّف، ولا لقادح متكلّف، لأن من كان مع الله كان الله معه. الزعيم لا يهرول عبثا ** اللبيب هو من يمتلك القدرة على التعلم والاستفادة من الأخطاء دون مكابرة، سواء كانت تلك الأخطاء نتاج اجتهادات غير مقدّرة وغير محسوبة، أو كانت نتاج إهمال وعدم مبالاة.. فهي في نهاية الأمر أخطاء، وبالتالي يصبح تلافيها وتصحيحها واجبا لمن يريد المضي قدما نحو تحقيق هدفه المنشود. ** وغني عن القول: إن الموسم الهلالي الفارط لم يكن جيدا بما يوازي ما يمثله من ثقل تاريخي على الخارطة، وما يمثله في أذهان مناوئيه قبل عشاقه، باستثناء البطولة الأوليمبية، والاستمرار في التقدم نحو النهائيات الآسيوية، والمحافظة على المركز المؤهل للمشاركة الآسيوية للموسم القادم.. هذا إذا اعتبرناها في مصاف المكاسب.. نظرا لأن مثل هذه المكاسب لم تكن تمثل حتى الحد الأدنى من سقف الطموحات الهلالية في أي يوم من الأيام، حتى وإن كانت تمثل الشيء الكثير لغيره قياسا بفارق الطموحات الوراثية. ** غير أن التحركات والتدابير الهلالية المتعاقبة هذه الأيام، إنما تنم عن صحوة مباركة تشي بمستقبل زاهر تعيد لزعيم آسيا هيبته ورونقه وسطوته الفنية التي افتقدها مؤخرا.. وما عقود الرعاية الضخمة التي أبرمتها، وستبرمها الإدارة في غضون الأيام القليلة القادمة إلاّ مبشرات تأكيدية على أن الزعيم لا يهرول عبثا. ** بالتوفيق إن شاء الله. خاص: ** مرحبا بالزميل الزمول الأنيق (سامي اليوسف) في واحة الإبداع، ومعقل الرأي الحر السديد. ** آمل أن نعاود التواصل معكم عبر هذه المساحة عقب عيد الفطر المبارك (بمشيئة الرحمن الرحيم) والكل يرفل في ثياب الصحة والعافية، وكل عام وأنتم بخير.