النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها والنفس تعلم أنى لا أصادقها ولست أرشدُ إلا حين أعصيها. إرضاء النفس غاية لاتدرك. في عقولنا تخيلات وتهيأت كثيرة. منها ما هو إيجابي يساعدنا للصعود والرقي بأنفسنا ومنها ما هو سلبي يؤثر على صحتنا النفسية والعقلية والقلبية بشكل كبير وواضح. جميعنا يمثل نفسه. والكل يريد أن يكون هو الإنسان المثالي الذي لا يستغنى عنه أحد بالاستشارات وأخذ الرأي. الجميع يريد المثالية والأفضلية. والجميع يريد النجاح والسعادة. والجميع يريد أن يشعر بالحب والطيبة وأن يكون إنسان مثقف فكريا وعلميا. من هذه النقاط سأبدأ موضوعي . «البحث عما نفتقد !». أننا جميع البشر قادرين على الشعور بالطيبة، وبالحب، وبالألم، والسعادة .ورغم كل هذه الصفات فإن في داخل كل إنسان شخص يريد فقط أن يشعر بالحب وأنه الأفضل. هذا الشخص المكنون في ذاتك يريدك «إنسان ناجح». فإما يكثر من مديحك ورفع همتك وإما لومك والسخط. ولكن في كلآ الحالتين ..يريدك «إنسان ناجح ,إنسان سعيد». (السعادة لا تعتمد على العوامل الخارجية بل تعتمد على داخلية نفس الإنسان). وهي كذلك.. السعادة بالنسبة للبعض هي في عيش الحياة وسط الطبيعة في السفر والتعرف على ثقافات جديدة وأناس جدد، أو في أن يكون محبوبا بين الناس، وهناك من يجد السعادة في العمل، في الدراسة، أو في الرياضة، كل إنسان يرى السعادة بطريقته، وكل إنسان في هذه الحياة له الحق في أن يعيش بسعادة. في أحيان كثيرة تكون السعادة بين يدينا، لكن لا نلاحظها ونقوم بتفويتها. السعادة قبل كل شيء هي هبة من الله تتجسد في حالة روحية وعقلية وشعورية، يجب أن نجهز لها الفراش المناسب والمكان الذي يليق بها حتى تنزل السعادة علينا وتتملكنا. لكي تشعر بالسعادة قدم ما يستحق أن تكون سعيد. فالسعادة تصنع النجاح. مخرج: يقول لطفي المنفلوطي إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب, وليس من الخارج, وأن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذارها, ومطامع الحياة وشهواتها ,سعيدة حيثما حلت, وكيفما وجدت. فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها المال والفضة والذهب والقصور والبساتين والأرواح والرياحين, بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه, فهي ينبوع سعادته , ومصدر هناءته إن أراد.