قرأت المقال الذي نشر للكاتب عبدالله الرصيص بعنوان «المونديال يعيد ذكريات قائد الأبطال» والذي تحدث عن إنجاز منتخبنا الوطني عام 94م في نهائيات كأس العالم ولأننا اليوم نعيش أجواء المونديال فلا بد أن نوثق هذه الإنجازات العظيمة لمنتخبنا السعودي الذي أذهل العالم بعروضه واستطاع أن يقدم أروع فنون الكرة، ورغم أنه سبق لمنتخبنا التأهل لأولمبياد لوس انجلوس إلا أن مونديال 94م الذي أشرف عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد هو بداية انطلاق الكرة السعودية للعالم، لقد استطاع ذلك المنتخب أن يكون سفيراً قوياً للكرة الآسيوية واستطاع أن يخطف إعجاب النقاد وأصحاب الخبرة في هذا المجال، بل أن نستطيع القول إن ذلك المنتخب زاد أنصار وشعبية المنتخب الأخضر في جميع دول العالم العربي ودول القارة الآسيوية والإفريقية، بل إن التصنيف الأخضر أخذ رقماً جديداً لم نكن يحلم به أي مشجع للأخضر ولا شك أن الكاتب عبدالله الرصيص تطرق لمسلسل الإنجازات المتوالية التي تلت ذلك الإنجاز بالوصول إلى نهائيات المونديال أربع متوالية تأكيداً قوياً لكفاءة الكرة السعودية وتسيدها للقارة والدليل أن المنتخب السعودي وصل إلى نهائيات كأس آسيا مرات عديدة حصل بها على مركز الوصيف بعد أن خانه الحظ رغم أنه حقق الكأس الآسيوي ثلاثا وحقق كأس دورات الخليج التي حلم لكل رياضي سعودي في السنوات الماضية كافية للحديث عن ما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز للرياضة السعودية بشكلٍ عام وللعبة الشعبية كرة القدم على مستوى المملكة والعالم فالمسابقات الرياضية المحلية خضعت لكثير من المراحل التطويرية في تنظيماتها ومسمياتها، بهدف الوصول بها إلى صيغة محترفة تتلائم مع التطور في كثير من المجالات، و الانتقال من مرحلة الهواية والاجتهادات، التي كانت تقع في شباك الفشل في أحيان وتداعب طريق النجاح أحياناً أخرى إلى الاحتراف والعمل المؤسساتي ولعل حصول الدوري السعودي على المرتبة الأولى عربياً والسادسة عشرة على مستوى العالم في عهد سموه أحد الأدلة على ذلك, وما يشهده الشارع الرياضي من تغير وتطور ملحوظ في الاستثمار الرياضي والذي بدأنا نعيشه والمنافسة القوية من قبل الشركات لرعاية الأندية والمسابقات والنقل التلفزيوني، يجعلنا نرفع القبعة احتراماً وإجلالاً لسلطان الرياضة على الرؤية الثاقبة والتحرك المدروس بعناية فائقة، لاسيما وأننا كنا نسمع ونعلمبنوايا سموه عن الوصول إلى مرحلة تكون باستطاعة الأندية جميعها تمويل نفسها بنفسها وبطرق استثمارية شتى فالرياضة السعودية، طالما تباهت باسمه فنالت وحظيت من عنايته وجهده حفظه الله الشيء الكثير الذي من المستحيل أن يبذله أو يرخصه إلا رجل مثل الأمير سلطان، فالرياضة السعودية ومنذ تولي سموه تعيش حاضراً زاهياً هو امتداد لماضي جميل سطره الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله). هذه الإنجازات التي لم تكن ليكون لولا توفيق الله ثم الوقت والجهد والعطاء التي قدمه سموه لهذا الفريق، فتحقيق التأهل للمونديال العالمي لمرة واحدة يعتبر خطوة كبيرة في طريق التقدم، وأن العمل يجب أن يبقى مستمراً وبجديةٍ أكبر، ولكن تحقيقه لأربع مرات متتالية فإن ذلك يعطي إشارة لتخطيط سليم ونظرة ثاقبة تنم عن خبرة ودراية بالعمل، إضافة إلى الحب الكبير للعمل و الوطن، وأن ما تم تحقيقه ليس سوى نتاج لجهود مضنية وأهدافٍ مرسومة، رسمت الأفراح وجعلت المواطن السعودي يفخر ويحتفل بإنجاز كبير ليس على المستوى الإقليمي ولا على المستوى القاري، بل على المستوى العالمي وفي محفل يعد من أهم المحافل الرياضية الكروية (كأس العالم). أمير الشباب الذي كما أسميته سابقاً وجه السعد، الرجل الصامت الذي يفضل العمل بهدوء وحكمة، رغم الكثير من الصعوبات التي واجهت سموه الكريم كما أن حقبة تلك الانجازات تثبت أنه رجل تلك المرحلة، التي كانت معه رياضتنا في القمة وعلى جميع المستويات. سلطان بن فهد ذلك الإنسان الأمير، هذا الشيء جزء من أشياء جعلته من رجالات هذا الوطن المعطاء الطاهر، له من تلك المواقف ما يشد الأنظار ويطرب النفوس التي أحبته وأجلته، وثمنت أدواره الكبيرة التي يقوم بها خدمة لدينه ومليكه ووطنه.