هي الأرواح عندما تتفق وتتحد وتندمج فيكّون ثنائياً يقتني مفاتيح السعادة بيده وليس مشروطاً بتوافق الأرواح قربهما من بعض فكم من بعيد قريب!!.. قد تلتقي بإنسان لأول مرة في حياتك بعضاً من الوقت فتشعر أنك عرفته العمر كله وقد تتعرف على إنسان آخر ويمضي زمن على تعارفكما وتكتشف أنك لم تعرفه أبداً هي الأقنعة عندما تسقط!.. يحدث أن الإنسان ربما يطمئن لشخص آخر ويرتاح له وهو لا يعرفه أصلاً وربما يكون غريباً عنه وليس من أهل بلده وربما تعرفت عليه بمحض الصدفة أو تربطك به صلة قرابة أو صداقة كل الاحتمالات واردة.. الأمر يكمن في اتحاد أرواحهم في كثير من الجوانب فتألف الأرواح مقصد كل الراغبين في وصل بني جنسهم إذا ما توافقت ووجدت ذواتها متطابقة متحدة في الطباع والآمال والفكر والرؤى والأماني يجمعهم توارد الأفكار والذي يكون بوجود طرفين متجاوبين بعقلين نشطين مترابطين ربما باهتمامات مشتركة أو ربما يسعيان لهدف مشترك، يكونان صامتين وفجأة يتحدثان بنفس الموضوع، كلاهما كان يفكر في الأمر وكلاهما جمعتهما نفس الفكرة!! وهذا يتضح ربما أكثر في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد يهاتف أحدهما الآخر ويكون خطه مشغولاً فيتفاجآ بعد فترة أن كلاهما يهاتف الآخر بنفس الوقت ليسألا عن حال بعضهما لمعاتبة أو للشكوى أو للبوح بشوقهما... جمعهما وقت الاتصال وحال بينهما انشغال الخطوط!!. شيء غريب نطرح تساؤولات كثيرة من جوانب أنفسنا الخفية!!. جميل أن ترى أحداً يفكر مثلك أو لديه أفكار مشابهة أو أن طريقة تفكيره تشابه إلى حد كبير طريقة تفكيرك بما يجعل هذا الأمر يحسسك بالأمان بالاحتواء وتشعر أنه قريب منك يفهم عليك سريعاً في أي أمر تتحدث فيه ولا تجد صعوبة في التفاهم معه، بل ربما يفهم عليك قبل أن تتفوه بكلمة وإن كان بعيداً تماماً عنك فقد أتقن طرق الوصول إليك!! فلم يكن البعد يوماً عائقاً بين تقابل روحين، وأروع تلك اللحظات هي التي ينطقون فيها بنفس الفكرة انتشاء جميل يعلو بأرواحهما إلى الأعلى فيشعران بسعادة لا تضاهي فهذا من أهم متطلبات الأروح الالتقاء والاحتواء والفهم عن بُعد. وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف). ما يحدث هو مستوى عال من التوافقية بين شخصين في فكرة ما قد تصل إلى التطابق التام والتقاء الميول والاهتمامات يدخل ضمن مسمى (توأم الروح). في زمن الاختلافات في الشخصيات والميول والاهتمامات تعجب عندما تجد من يشبهك من داخلك شبهاً مذهلاً فيه مزاياك وعيوبك يعشق نفس أنغامك يشاركك الرأي يبحث في أعماقك عن ما يسعدك ممن تمنحه قلباً فيحافظ عليه كمحافظته على قلبه من إذا نطقت بكلمة أسعدته وكأنه ملك كنوز الأرض يحب ما تحب ويكره ما تكره يفهمك ويستوعبك في كل حالاتك يقرأ أفكارك فيترجم ما يحتاج إلى ترجمة!. أعتقد أن الكثير منا يحتاج إلى ذلك اللقاء الروحي ذلك اللقاء الذي لا موعد له ذلك اللقاء الذي تتعانق فيه الأرواح فنسمع صوت السعادة!!.