عندما كنت أشاهد الأستاذ عمر المهنا يتحدث في البرامج التلفزيونية بكل ثقة بعد نهاية الموسم.. كنت أتساءل: عن ماهية جدوى تشكيل لجنة لدراسة أوضاع اللجان العاملة؟ فالرجل واضح أنه مالئ يده من مسألة البقاء.. وعندما شاهدت الحكام يعسكرون في تركيا بقيادة رئيس اللجنة تأكدت حينها أن تشكيل لجنة لدراسة اللجان لم تكن سوى محاولة لذر الرماد بالعيون. وقد تأكد حدسي تماماً عندما تم حل لجنة الحكام والإبقاء على رئيسها.. في محاولة للتذاكي والضحك على الرأي العام.. وإلا فالكل يعلم أن المهنا هو الآمر الناهي باللجنة.. وهو المسئول عن التعيينات والتكليفات وكل القرارات.. وبالتالي فإني جل المشاكل التحكيمية إن لم يكن كلها بسبب إدارته الخاطئة لدفة الأمور داخل لجنته.. ولا أدري ما الفائدة المرجوة من نزع ثوب اللجنة في حين تم الإبقاء على جوهرها كما هو؟! هذا يعني أننا بنفس عقلية الظنون التي أسقطت الوحدة للدرجة الأولى سائرون.. هذا يعني أننا بنفس العقلية التي أسندت لمرعي والهويش بعد إخفاقهما بيومين مباريات أخرى نحن ماضون.. هذا يعني باختصار أننا في ذات الفلك دائرون! وذات ما يسري على لجنة الحكام هو ذاته ما حدث في لجنة الانضباط.. وتأكيداً إلى أن لجنة دراسة أوضاع اللجان لم تكن سوى جعجعةً بلا طحن.. كلنا شاهدنا عضو اللجنة ناصر الحمدان وهو يتحدث صراحةً في برنامج بين الأقواس بعد انتهاء الموسم وفي فترة دراسة أوضاع اللجان بأن أعضاء لجنة الانضباط وبتوجيه من رئيس اتحاد كرة القدم سيتوجهون للاتحادات القارية والفيفا للاطلاع على اللوائح والأنظمة هناك.. ولا تفسير لذلك بنظري سوى أن هنالك ضوءا أخضر لاستمرار عمل اللجنة.. وهو ما حدث فعلاً بعد حل اللجنة.. فرئيس اللجنة الذي بارك ووقع على القرار الخاطئ بحق الأستاذ خالد البلطان ومن ثم اخترع بياناً إلحاقياً بعده بيومين وثلاثة هو ذاته من بقي على الكرسي.. ورئيس اللجنة التي نقضت لجنة الاستئناف أهم قرارين له في موضوع السي دي ومعاقبة البلطان هو ذاته من سيظل يدير دفة اللجنة بذات الفكر.. هذا يعني باختصار أننا بذات الدوامة غارقون! مضحك مبك ما يحدث في اتحاد كرة القدم لدينا.. فاللجان التي كانت أخطاؤها أوضح من الشمس في رابعة النهار تمت مكافأتها باستمرار رؤسائها.. والجمعية العمومية التي نصبت الرئيس وهي حجر الزاوية في عمل أي اتحاد منتخب تم إسكات صوتها وعدم السماح بانعقادها.. وكأننا نعيش في مدرج لا نظام ممنهج.. فلا رغبة لمسيري الاتحاد بالاستماع لأي نقد.. فالأصوات بحت من الكثير داخلياً لمعالجة الحال الأعوج.. في حين أن رئيس الاتحاد ونائبه وأمينه بعد انتهاء الموسم يصافحونا بصورهم في البرازيل من على المدرج.. ولذا لم أتعجب لما يحدث من انقسامات ووضع لا يبهج.. ولم أستغرب تصنيف المنتخب وهو للقاع يتدحرج.. فللأسف هناك من لا هم له سوى تلميع صورته أما عدا ذلك فهو آخر اهتماماته. للشبابيين فقط ما حدث في بداية المعسكر من تغيير قائمة المغادرين وتأخر بعضهم فضلاً عن عدم وجود أي مصور هناك في معسكر الفريق في هولندا هي حتماً أمور كان يجب ألا تحدث خصوصاً في فريق كبير كالشباب.. لكن على الليوث عدم تضخيم الأمور وتحميلها أكثر مما تحتمل.. فيمكن أن نلتمس العذر بأن الإدارة جديدة ولم يتم بعد تشكيلها رسمياً.. وهو ما يجعل بعض البدايات أحياناً مرتبكة.. وهي ما تجعل الكيان يحتاج من ابنائه الالتفاف حوله والتعالي عن صغائر الأمور وعدم تصعيدها. عموماً ما يطمئن الشبابيين أن أوضاع الفريق إلى حد ما جيدة.. فالأستاذ خالد البلطان أنهى ملف الشكاوي في لجنة الاحتراف وهو في طريقه لإنهاء ملف الرواتب وهي سابقة كأول رئيس يترجل عن الكرسي بلا ديون.. كما أن ملف الأجانب قامت الإدارة الجديدة بقيادة سمو الأمير خالد بن سعد بالانتهاء من وضعهم عدا واحد.. والمدرب استلم الفريق قبل المعسكر - وإن كانت تجربته السابقة غير جيدة - ولكن ما يشفع له مجاورته للمدرب العالمي مورينهو في أقوى الفرق الأوروبية.. كما أن ما يبعث على التفاؤل هو أن الفريق انتظم بمعسكره في هولندا. وبالمقابل فإن أكثر ما يقلق الشبابيين هو مركز الظهير الأيسر بعد إصابة عبد الله الأسطاء بالرباط والغياب الطويل للشهيل.. أما المركز الآخر والذي يعاني الهوان بالشباب ولم أسمع بعد تحركاً تجاه معالجته فهو مركز المحورالدفاعي وهو بنظري أهم مركز بأي فريق يبحث عن البطولات. أخيراً، أدرك حجم دماثة خلق الأمير خالد بن سعد وحرصه على التعاون مع الإعلام ورغبته في عدم مضايقة أي إعلامي برفض مقابلة أو لقاء.. ولكني أعتقد أن المؤتمر الصحفي الذي عقده ونقل تلفزيونياً كان كافياً لتسليط الضوء على فكر الأمير وسياسته الجديدة بالشباب.. ولذلك لم أرفائدة كبيرة من لقائه بعد ذلك مع الزميل راشد القعود ثم خروجه برمضان في برنامج فوانيس ثم بعدها بليلة في برنامج ياهلا رمضان.. فالأعمال الجسيمة هي من تنتظر الأمير الخبير وهو أهل لها بإذن الله.