سعادة رئيس تحرير الجزيرة.. الموقر قرأت ماكتبه الأستاذ عبد العزيز السماري بتاريخ 03-07-2014 بعنوان: (داعش وابن خلدون) ليُقيّم مجريات ما يحدث في سوريا والعراق.. فقد استدل الكاتب بنظرية (ابن خلدون وعصبيته حول نشوء الدول ودمارها) لكنه تغافل أن يُشير لسبب رئيس لكل ما يجري في الشام والعراق وما يُخطّط له أن يكون في نهاية الصراع الجاري؟.. فالمسألة هي نسخة أخرى لمُخطط - سايكس بيكو - (الإنجلو - فرنسي) ليحل بدلاً منه طموح - أمريكي - بدأ بمقولة - الفوضى الخلاّقة - حين احتلال العراق؟.. وما يحدث الآن هو تنفيذ حرفي لمقصد (الفوضى الخلاّقة) الذي سينتهي بتقسيم يختلف عن - سايس بيكو - لأن التقسيم الجديد ليس جغرافياً ولا لغوياً ولا عرقياً، بل هو تقسيم خطير سيفصل سكان المدينة الواحدة حسب مذهبهم، وإن كان الدين واحداً!! فسكان مدينة مثل - الموصل - قد يسكن فيها شيعي وسني وقد يكون بينهما رحم ومصاهرة ومع ذلك ستدب بينهما حرب طاحنة دون أي مبرر أو حاجة إلا اختلاف المذهب؟.. هذا الهدف الأمريكي الذي اتضح جلياً حين غضّت أمريكا الطرف عما يحدث في سوريا منذ 3 سنوات رغم تعدي عدد الضحايا فيها كل حدود العقل والإنسانية!! والمُريب في موقف أمريكا مع الأحداث هو تغذيتها يرأيها للخلاف (السني الشيعي) بتقاربها مع إيران مع أن إيران لا تمثل إلا جزءاً من الشيعة وهم (شيعة الولي الفقيه) ومعظم الشيعة العرب لا يؤمنون بولاية الفقيه!.. فبكل صراحة لن ترضى أمريكا إلا بحرب عالمية قطباها (الشيعة والسنّة) أي حرب بين مليار ونصف المليار مسلم سني أمام ربع مليار شيعي؟.. نعم تلك حقيقة طموح أمريكا لتدمير الإسلام وإضعاف المسلمين دون قطرة دم واحدة أمريكية!.. لذلك يحتاج المسلمون لمؤتمر إسلامي فوري يبين خطوات المسلمين اللازمة لمواجهة هذا المخطط بشكل دبلوماسي.