ما لم تتغير عاداتك فلن تتغير فوائدك... لم يكن التغيير رداء ولا قناعا له تاريخ صلاحية، بل التغيير هو التجذر في مهارات الحياة لصبغها بما استجد على أرض الواقع من مستجدات لتصبح أكثر مرونة وتفاعلا مع الأحداث المجتمعية الجديدة فلابد من حاجة لإيجاد ذلك التغيير لكي يحدث التناغم والتواصل مع عالم بات بحرا واسعا يضم صنوفا وفنونا تحتاج إلى أن يدخل كل منا نفسه في دوامة ذلك الموج ليصقل مهاراته وقدراته وينتج تغيرا يواكب ذلك العالم ليصبح ذا قطب إيجابي جاذب قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، فالتغير سنة كونية فهي من دلائل النمو والنضج ومن علامات التواصل والتطور الحقيقي فلو نظرنا إلى المخلوقات فهي في حال من النمو والتغير المستمر لتستطيع التعامل مع معطيات حياتها فهاهي الفراشة تعاصر تحولات عدة من أجل الوصول إلى التغير الذي يبهر الجميع بجماله أما نحن البشر فنتعرض للتغيير في جميع جوانب حياتنا الجسدية والنفسية والعقلية فلا بد من تهذيب ذلك التغير الذي أصبح إعصارا جرف الأخضر واليابس إلى بوتقته وتهذيبه يكون بألا يمحو هويتنا وألا تختلط فيه أمورنا وشرائعنا وأن يكون لنا ذائقة تميزنا ليصبح تطورنا ذا تركيبة خاصة تنتج لنا أنموذجا سيكون تاريخا مشرفا لنا في الأجيال القادمة، قال مارك توين ذات مرة «أخرج عقلك كل فترة، وارقص فوقه، فهو عادة ما يصدأ كله» كانت هذه طريقته في قول «جرب شيئا جديدا، اغز أماكن جديدة، ابتعد عن روتين حياتك» تلك هي مدخلات التغيير الذي يمثل التطوير مخرجاته، فهي خطوات للخروج من منطقة الروتين إلى منطقة التجديد بحيث لا يكون التغيير فقاعة تنتهي بموجات تبتعد وتضعف وينتهي أمرها، بل نحتاج تغييرا متجذرا مصطبغا بعقائدنا وشرائعنا التي تنتج لنا مبادئ وقيما تميزنا عن العالم، عندها يسمى تطورا حقيقيا ثابتا، فلتكن منتقيا... لا متبعا...