عظمة كل أمة بشبابها لا أكاد ألتفت عن يميني أو شمالي إلا وأجد شبابا في ربيع العمر يدخنون! هذا ليس غريباً.. وأن تجد من يحتسي القهوة في الصباح الباكر.. ليس غريباً إطلاقاً.. الغريب في الأمر! أن تجد الكوفي التركية مع السيجارة الأمريكية في صباحية اليوم.. موضة شبابنا للأسف، فاقد الوعي الفكري والصحي. فقد يعتقد معظم عشاق القهوة والتدخين أن أول سيجارة، وفنجان قهوة في الصباح، لهما الفضل في الاستفاقة وبدء اليوم بنشاط، ولكنّ للعلم رأي مختلف حول تأثير الكافيين والنيكوتين على جسم الإنسان في بداية اليوم، حيث توصلت أبحاث علمية إلى أن التأثيرات التحفيزية المفترضة للسجائر والقهوة، مجرد وهم. فالعامل النفسي وانعكاسه على الروح المعنوية يعطيه شعورا بالنشاط والحيوية وهذا يعد نوعا من التحفيز الذهني المؤثر على نشاط خلايا الدم، فالجسم يشعر بنشوة النشاط والصفاء الذهني.. وهذا كله إيحاء وتأثير على عامل النفس. فالنيكوتين مركب عضوي قلوي سام.. يؤثر على مراكز الاتصال بين الأعصاب والعضلات بما يصيبها بالشلل وخاصة عضلات التنفس وبالتالي تظهر الأضرار الصحية والبدنية. لهذا يؤكد العلماء أن أول سيجارة صباحية هي أكثر خطورة على المدخن.. فكيف بالنيكوتين والكافيين في صباحية اليوم!. الكافيين يعد من المحفزات المنشطة مؤقتاً.. التي تعمل كمنبه للجهاز العصبي المركزي..والإكثار منه كما هو معلوم له نتائج عكسية. ويرى علماء النفس أنه على الرغم من أن مستهلكي القهوة بشكل مستمر يشعرون بالنشاط بعد تناولهم الكافيين في الصباح، فإن هذا الشعور في الحقيقة عبارة عن انعكاس لآثار التعب من انسحاب الكافيين الحاد من الجسم. قيمة شبابنا في إنتاجيته.. فإذ أصبح ما يقارب40% من الشباب من المدخنين وهذه نسبة افتراضية! وما يقارب 72% من محبي القهوة الصباحية الغنية بالكافيين وهذه أيضاً نسبة افتراضية!! فهذا يعني أن بعد عدة أعوام سيصبح شبابنا مدمن نيكوتين وكافيين وتصبح انتاجيته أقل من أن تذكر! عدا الاضرار الصحية والنفسية لتلك المادتين من سرطان وتقلب المزاج.. وغيرهما. حفظ الله شبابنا وحفظ بلادنا من كل سوء.. وهج: حَيُّوا الشَّبَابَ الْحُرَّ يُحْييهِ الأَمَلْ قَدْ لَوَّنَ التَّارِيخَ فَخْرًا بِالْعَمَلْ حَيُّوا الشَّبَابَ الْحُرَّ أَحْيَا أُمَّةً لْمْ يُثْنِهِمْ عَنْهَا التِفَافٌ أَوْ حِيَلْ.