عاشت الخلافة الإسلامية في صراع مرير مع إيران، حتى إن إيران أعاقت الخلافة العثمانية عن تقدمها في جنوب أوروبا، ونتيجة لذلك عندما سنحت لأوروبا الفرصة في بداية القرن العشرين، استعمرت كامل الوطن العربي باستثناء أجزاء من الجزيرة العربية، وكتمت على أنفاس العرب حتى حرر العرب أنفسهم أواخر القرن العشرين، رحل المستعمر لكن تأثيره وسلطته مازالت قابضة. إيران من بداية الاستعمار الأوروبي وهي تبحث عن موطئ قدم في الأراضي العربية، مرة من رأس الخليج العربي وشط العرب ومرات عبر: العراق، لبنان، سوريا، البحرين، اليمن، الأمارات. أيضا بحر العرب وإثيوبيا بالشرق الإفريقي . فعندما شعر شاه إيران آخر القياصرة والامتداد الاستعماري للإمبراطورية الساسانية بقوته وضعف العرب الذين لتوهم خارجين من هيمنة الاستعمار في النصف الثاني من القرن العشرين، تحول شاه إيران إلى عسكري منطقة الخليج العربي بضفتيه الشرقية والغربية وبمباركة من أوروبي اعتبروه حارس العلمانية. الآن إيران المسلمة تريد أن تلعب نفس الدور لكن بعباءة التشيع والسلاح النووي، أيضا ترى ذلك بمباركة من أمريكي وأوروبي جعلت من العراق مخلبها في المنطقة، أخرجته من العروبة إلى الطائفية المقيتة، كما تحاول أن تلم أطرافها في لبنان واليمن وسورياوالبحرين عبر الأحزاب الشيعية لتكون العراق هي القاعدة العسكرية للتطرف الشيعي. رياح الطائفية تهب من العراق، كما تهب منها رائحة الحرب الأهلية وتجزئة بلاد الرافدين، وهذا لم يحدث إلا في الحكومة الطائفية التي ولدت بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003م، عندما تولى العراق حكومات شيعية وأصبحت الأوامر الطائفية تأتيها من إيران التي فشلت في اجتياحها إبان الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات الميلادية, تحاول أن تعوض فشلها عبر الحكومات المتطرفة . تعتقد إيران أن الظروف مؤاتية للانقضاض على العراق والدخول إلى الأراضي العربية, لكن قد تكون مواجهة مؤجلة بين مذهبين السنّة والشيعة، حيث اعتبرت إيران نفسها طوال التاريخ الحديث شرطي الخليج العربي، ومواجهتها في عراق صدام حسين كانت عربية - فارسية، أما مواجهة اليوم فهي مواجهة سنية - شيعية، وهي ما كانت تنتظره الجماعات السنية بكل توجهاتها السياسية والعقائدية وتعتبرها واحدة من الحروب المؤجلة، سيكون الخاسر الأكبر العراق وسيادته، كذلك ستفقد إيران العكازة التي تتكئ عليها والعصا الذي تلوح به دائماً في وجه دول الخليج العربي.