بدعم كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله- يسير تعليمنا بخطى ثابتة مقترباً من ملامسة سماء التميز، ولو أعدنا النظر لبدايات التعليم في المملكة؛ لرأينا البون الشاسع بين الفترتين فترة البداية، والفترة الحالية التي يتسنم هامها أمير الأدب وأديب الإمارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. ففي كل مرحلة مما سبق يأتي الوزير ليضع بصمة متميزة يدفع بها عملية التربية والتعليم مسافة للأمام؛ بدءًا بأول وزير للمعارف حينها الملك فهد- رحمه الله-، ونهاية بوزير التربية السابق سمو الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود. ومن رحم التعليم العام خرج التعليم الأهلي؛ فكان له مؤيدون ومعارضون، فالمؤيدون يرون فيه بيئة جاذبة وزيادة في الحصيلة التعليمية، حيث إن بعض المدارس تضيف مناهج إثرائية للمناهج المعتمدة وذلك في سباق محموم مع الزمن المعرفي من حولنا، والمعارضون يبررون معارضتهم بما يجنيه ملاك المدارس الخاصة من أرباح يرى فيها المعارضون الهدف الحقيقي لإنشاء المدارس الخاصة دون النظر للناتج العلمي للطالب، وأياً كان رأي الطرفين فإن للتعليم الحكومي والأهلي الإيجابيات والسلبيات، ولست قادما لأسردها أو أخوض مضمار هدفها ولكن دفعتني مغادرتي لصرح من صروح التعليم الأهلي في الخرج خاصة؛ والمملكة العربية السعودية عامة - ثانوية الجامعة الأهلية بالخرج - للحديث عن بعض ما بالنفس، فهذا الصرح الشامخ بدأ بداية جادة باحثاً عن الربح المعرفي قبل المادي وفق رؤية وضعها وسار بها أعضاء مجلس إدارتها ويكفيهم شرفاً وفخراً أن من بينهم معالي الدكتور عبد الله العثمان. تشرفت بالعمل بها مديرا لعامين من عمرها البالغ أربعة أعوام، عمر قصير وفي مرحلة النمو ولكنه زاخر بنتائج مبهجة لم تحققها مثيلاتها البالغة عشرات الأعوام، حصدت المدارس المراكز المتقدمة على مستوى تعليم الخرج مما أهلها لتمثيل الوطن في المحافل التعليمية العالمية، ولم تكتف بشرف التمثيل بل كان لها نصيب الأسد من الجوائز والميداليات المدونة في تأريخ تعليم مملكتنا الحبيبة، لم تصل ثانوية الجامعة لهذا المستوى صدفة بل وصلت لأنها بنت بيئة جاذبة، وتبنت مشاريع وأنشطة تربوية حديثة، وطريقة إدارية مميزة حاكاها الكثير طلباً للبعد عن التقليدية المملة، والبحث عن الجدية والريادة وقيادة المجتمع نحو تعليم منتج لكوادر تقود مستقبل وطننا لمصاف العالم المتقدم. ختاماً، أقف على عتبة الوداع ملوحا بيدي ومغادرا لحمل أمانة وشرف تمثيل وطني بعد تعييني مديرا للمدارس السعودية بجاكرتا، ومتفوهاً بكلمات الشكر لكل من وضع الثقة فيّ أولاً، ولكل من وجه وشارك برأيه ودعم وساند وساهم في الوصول بثانوية الجامعة لهذا المستوى من طلاب ومعلمين وأولياء أمور وأعضاء مجلس إدارة؛ فهم الوقود الحقيقي لهذه المدارس. إن حبهم وولاءهم لها صنع منها منارة تضيء سماء التربية والتعليم بالمملكة الفتية.. وستظل شامخة بعزم رجال التربية الذين يقفون خلفها كل حين. على التميز يا ثانوية الجامعة نلتقي بإذن الله.