الصمت أو السكوت عن الكلام فن لا يجيده الا القليل من الناس، لكن غالبية الأزواج يجيدون الصمت مع زوجاتهم، يجيدون كيف يجعلون الزوجة تتحاور مع نفسها، تُكلم نفسها والزوج غارق في الصمت لماذا يصمت الزوج؟ هل هو خوف من الحوار؟ أم المواضيع المطروحة لا تستحق الحوار؟ أم هو تهرب من المسؤولية؟ أم عجز عن الحوار؟ هل صحيح الأزواج يدركون أن الحوار مع زوجاتهم باب لا يمكن من غلقه؟ لماذا الزوجات تفتح باب الحوار في كل الأوقات؟ الصمت هو الحل. هل صحيح أن الأزواج ليس لديهم خير فهم يفضلون الصمت قال- صلى الله عليه وسلم-: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». الرجل الزوج قليل الكلام بطبيعته وأن المرأة تميل إلى الكلام الكثير وتفتح الملفات القديمة وتتحدث عنها بإسهاب دون ملل. ربما قلة كلام الزوج وصمته يدل على الأنانية وحب نفسه وعدم مراعاة مشاعر الزوجة وتركها تسحب بمفردها في بحر الكلام. أو أن اختلاف الثقافة والبيئة والعمر والتعليم يحرج الرجل الاقل من تلك الاختلافات في فتح الحوار ويلوذ بالصمت. وهل يخاف الزوج من الحوار ظاناً أن الحوار يحمل معنى الضعف بالافتقار إلى رأي زوجته، أو أنه البوح بمكنون النفس الذي لا ينبغي أن يباح به خوفا من تعالي الزوجة، مفهوم وإدراك خاطئ ولا يمت للحياة الزوجية بصلة. أحياناً كثيرة يعتقد الرجل إن الصمت تعبير عن عدم الرضا، أو الخوف من الدخول في حوار وليس جدالا. أشارت دراسة نشرتها جريدة (نيويورك تايمز) في موقعها الإلكتروني إلى أنّ دماغ الرجل يتميّز بأنّه يتناسَق مع الوضع الذي يكون فيه، بينما دماغ المرأة مستعدٌّ لمواجهة التعب والإرهاق بالكلام والبحث عن ذلك التعب، بعض الأزواج يحفظون بعض الاقوال السائدة في المجتمع التي تشجع على الصمت منها «إنّ الندم على طول الصمت مرّة واحدة خيرٌ من الندم على كثرة الكلام مرّاتٍ». و»إن كان الكلام من فِضّة فالسكوت من ذهب». صمت الزوج بالتأكيد يخلق أزمة ويؤدي الى شرخ جدار الحياة الزوجية ويجعل الشكوك تحوم في سماء الزوجة خصوصا حين تتطرق الى مواضيع حساسة. إن الكلام عند الزوجة تعبير عن الاهتمام والشوق، أما الزوج فنظرته تختلف تماما حيث يرى البيت مكان الاسترخاء والراحة بعد عناء وتعب يوم كامل. ماذا لو كان العكس؟ هناك طائرات تخترق جدار الصمت وتترك وراءها دويا وأصواتا عالية ومخيفة ترى هل تسلك الزوجة هذا المبدأ مع زوجها أم إنها لديها طرقها الخاصة التي تجعله يتحدث ويتكلم ويحاور. بعض الخبراء النفسيين يرون أن الزوج الصامت يتردد كثيرا في الحديث عن همومه ومشاكله لزوجته حتى لا يجد ردود فعل عكسية منها الامر الذي يؤدي الى تفاقم حجم المشكلة التي يواجهها. ترى هل هذا حال غالبية الازواج؟ هل الصمت علامة الرضا، أم عدم الإلمام بما يحدث؟ هل صحيح الصمت أقصر الطرق لإنهاء الحوار أم عدم بالرضا وضحالة وشح المعلومات. ربما يكون انعدام الشخصية أمام زوجته. أم طلاق عاطفي بين الزوجين. تشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الطلاق العاطفي تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما. أخيراً مسميات الحب كثيرة ربما تتجاوز الخمسين، أرقاها وأهمها العشق، فيا أيها الرجال العاشقون للصمت ليس أبلغ كلام العشق الصمت هذا تجنّ على العشق.