شهدت العاصمة صنعاء أمس الخميس هدوءًا حذرا وسط انتشار أمني لمنع أية احتجاجات جديدة على انعدام المشتقات النفطية الكهرباء واستمرار الاعتداءات على أبراج الكهرباء.وقوبلت القرارات الرئاسية بإجراء تعديل حكومي بارتياح شعبي وعملت على امتصاص غضب المواطنين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات..وأطاحت القرارات بوزراء المالية والنفط والكهرباء والإعلام والخارجية.وباستثناء الطوابير الطويلة للسيارات أمام محطات بيع الوقود، فقد عادت الحركة إلى طبيعتها وفتحت البنوك وشركات الصرافة أبوابها أمام الجمهور بعد أن أغلقت يوم الأربعاء بسبب الاحتجاجات العارمة. فقد تمكنت قوات الجيش اليمني من فك قطاع قبلي في منطقة السحيل في الطريق الرئيسية التي تربط أمانة العاصمة بمحافظة مأرب، وأفرجت عن قرابة 300 ناقلة تحمل المشتقات النفطية والغاز، كما تمكنت فرق إصلاح التيار الكهربائي من الدخول إلى محافظة مآرب لإصلاح خطوط نقل التيار. وقطع رجال قبائل القطاع القبلي صباح أمس الأول بعد الاعتداء على خطوط نقل التيار الكهربائي مساء الاثنين الماضي، ما أدى إلى خروج محطة مآرب الغازية عن الخدمة بشكل كامل.وتنتج محطة مآرب الغازية قرابة 400 ميجاوات تدعم كهرباء أمانة العاصمة وبعض المحافظات المجاورة لها. وقال أحد سكان محافظة مأرب يدعى محمد بحيبح وشاهد عيان على الاشتباكات التي وقعت أول أمس الثلاثاء لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن الجيش قصف في عدة مواقع بالقرب من القطاع القبلي ولكنه لم يستطع فك القطاع ما أدى إلى تدخل قوات الجيش البرية واستخدام المدفعية ما أدى إلى فرار قاطعي الطريق وسيطرة الجيش. وأشار بحيبح إلى أن قطاع الطريق فروا إلى إحدى الجبال القريبة من المنطقة بعد أن شنت القوات المسلحة عليهم الهجوم بمختلف الأسلحة. وأوضح بحيبح إلى أنه تم الإفراج عن قرابة 300 ناقلة للمشتقات النفطية والغاز كانت محتجزة خلال اليومين الماضيين، كما تمكنت فرق إصلاح التيار الكهربائي من دخول المحافظة والبدء بعملية الإصلاح. ولوحظ منذ الصباح الباكر اليوم الخميس توافد ناقلات المشتقات النفطية إلى أمانة العاصمة صنعاء، كما وبدأت أزمة المشتقات النفطية تتراجع بشكل تدريجي ولوحظ أيضاً عودة التيار الكهربائي بأوقات متفرقة. وقال المسؤول الإعلامي لوزارة الكهرباء طه الزبير: إن فرق إصلاح التيار الكهربائي أكملت صباح أمس الخميس عملية إصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأن محطة مآرب الغازية عادت للخدمة بشكل كامل. وقال أحد مشايخ محافظة مآرب يدعى عبشل الفتيمي: إن هناك بعض رجال القبائل كانوا قد حاولوا أن يتدخلوا في وساطة قبلية من أجل فك القطاع القبلي ولكن قطاع الطرق رفضوا الوساطة. وأشار الفتيمي إلى أن قوات الجيش والأمن مسيطرة على الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة أمانة العاصمة بمحافظة مآرب كما دخلت أيضاً على مناطق عدة في المحافظة منها منطقة الجهم التي حصلت فيها الاعتداءات على التيار الكهربائي. وكان مطلب قاطعي الطرق توفير الكهرباء للمناطق التي لم يصلها التيار الكهربائي في محافظة مآرب، بينما قال مرقبون إنه قد يكون الغرض من هذه القطاعات هو خدمة طرف سياسي بحد ذاته وأن الغرض هو التخريب. وأضاف الفتيمي «مطالب قطاع الطرق مشروعه ومن حق كل مواطن أن يطالب بخدمة الكهرباء ولكن الطريقة التي اختاروها ليست صحيحة»، مشيراً إلى أن أبناء مأرب يبرؤون من كل أعمال القطع التي يقوم بها بعض رجال القبائل. من جهة أخرى، اقتحمت قوات الحرس الرئاسي مساء الأربعاء مقر قناة اليمن اليوم التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.. وعمد الحرس إلى نهب أجهزة البث مما أدى إلى توقف بالكامل.واتهمت السلطات الرسمية بتجاوز الخطوط الحمراء والتحريض على العنف وخروج المواطنين إلى الشوارع بالإضافة إلى العمل دون ترخيص.