إن الإحباط واليأس والتطير ترفضها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ولكن الإنسان ضعيف، وخصوصاً في هذا الوقت الذي أثرت فيه الحضارة المادية بجانبها السلبي على الإنسان، فعبارة القلم يلفظ أنفاسه وراها الإنسان الذي خدمه القلم ليكتب ويعبر عن كل شيء لإيصاله إلى الإنسان نفسه، فميدان الصحافة هو المرتع الخصب لكتاب القلم، باعتبار أن الكتابة في الصحافة تعبر عن هموم الكاتب التي هي هموم المواطن التي تم التطرق لها عبر مقالات كتبت في الصحف التي غالبها تلقى التهميش والتطنيش من المسئوولين في بعض الدوائر الحكومية، ومع ذلك أصحاب الأقلام حاضرون يكتبون ويلحون ويكررون في مقالاتهم بعض المطالب التي كتبوا عنها في مرات سابقة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فاخترت لهذه المقالة هذا العنوان (القلم يلفظ أنفاسه)، علماً بأن هذا العنوان ليس هذا موقعه، فقد سبق أن أستخدم أحد المفكرين هذا العنوان ولكنه ليس على سبيل الذم إنما على سبيل الشكر والمدح، وخلاصته أنه اراد أن يشكر إنسانا لقاء الأعمال التي قدمها إليه فعبر بهذه العبارة (أن القلم سيلفظ أنفاسه) لعدم تحمله الكم الهائل من الكلمات والعبارات التي تليق به، فشتان بين هذا وذاك، وأقصد عندما اخترته عنوانا لمقالتي هذه التي بلاشك سوف يشاركني فيها كل من لديه اهتمامات في الشأن الصحفي، ولاسيما كتاب المقالة وقراءها الذين أحياناً يدب اليأس فيهم، وربما العزوف عن الكتابة في القضايا التي لها علاقة بحياة المواطنين، لما يجدونه من قصور وعدم تفاعل مع ما يكتبونه من مقالات واقتراحات، وهنا أتساءل ألا يوجد جهاز في الدولة تكون مهمته متابعة ما يكتب في الصحف من مقالات تمس حياة المواطن؟ هل هناك عقوبات تتخذ تجاه إدارات العلاقات العامة والإعلام التي ترصد ما يكتب في الصحف عن الجهاز التابعة له؟ فيما أعتقد ليس هناك جهاز يقوم بهذه المهمة، أما العلاقات العامة والإعلام فمهمتها في معظم الدوائر الحكومية سلبية فتجدها تتلمس الأعذار وتلمع الجهاز الذي تعمل فيه وفي بعض الأحيان تكذب ما أورده الكاتب جملة وتفصيلا، وأستطيع أن أقول إن القلم يلفظ أنفاسه لعدم تحمله ما يكتب به من هموم ومعاناة يعانيها المواطن في حياته لا تجد التفاعل من الجهات المسئولة. والله من وراء القصد ...