القريات تفقد اليوم رمزاً من رموزها.. بفقدانها لابنها البار عبدالله بن عبدالعزيز بن أحمد السديري -رحمه الله. وقد تبادل أبناء القريات التعازي بوفاته. فقد كان طفلاً عندما وطئت قدماه قرية كاف عاصمة منطقة القريات آنذاك. كان نبتة صغيرة درس أول الحروف في كتاتيب كاف مع أقرانه لمدة سنتين قبل انتقال مركز الإمارة إلى القريات فأكمل دراسته فيها. عبدالله السديري بعد وفاة والده -رحمه الله- أصبح أميراً لمنطقة القريات ومفتشاً للحدود سنة 1374ه، وخلال أحد عشر عاماً في الإمارة أكمل ما بدأه والده بتفعيل أول مدرسة للبنات بالمملكة، ورعى صندوق البر والإحسان الثالث على مستوى المملكة بعد الرياض ومكة المكرمة، ثم أسس أول جمعية تعاونية متعددة الأغراض وأسهم في رسم خارطة طريق للعمل التعاوني على مستوى المملكة مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل باللائحة التي اعتمدت عليها الوزارة. وشجع أهالي القرى على تدريس أبنائهم للمراحل المتوسطة والثانوية بالقريات، وكان يرعى كل عمل طلابي وتعاوني واجتماعي في القريات ويكافئ الطلبة المتفوقين ويمتدحهم بالاسم في مجلسه ويحفزهم على التنافس وفي إطار تشجيعه للجمعية التعاونية متعددة الأغراض، كان يشترط على من يدعوه الى منزله لمأدبة أن تكون من الدجاج الذي تنتجه الجمعية دعماً وتشجيعاً لها. وكان يشجع منتجي الملح في القرى بأن تشتري الجمعية إنتاجهم بسعر مناسب لهم ليواصلوا الإنتاج. كان رحمه الله صاحب مبادرات اجتماعية وكان سابقاً لعصره وطموحاً لأبعد الحدود، وظهر ذلك في عمله في شؤون البلديات على مستوى المملكة، وسفيراً في الكويت والبحرين والأردن. وعلى الصعيد العائلي كان محباً وعطوفاً وكذلك لمن عملوا مع والده فقد كان يقدرهم ويحنو عليهم ويسأل عنهم وعن أبنائهم. وعبدالله السديري -غفر الله له- كان رجلاً صلباً على الصعيد الشخصي، فقد رحل والده -رحمه الله- وهو شاب ثم فقد أخويه نايف وسلطان ووالدته وابنين من أبنائه (صخر وعبدالعزيز) وأختين حصة ونورة، رحمهم الله جميعاً ورحم الله ابن القريات الغالي عبدالله السديري والعزاء لأبنائه وعائلته الصغيرة والكبيرة من شقيقات وأبناء أشقاء وشقيقات وأحسن الله العزاء للجميع.