جادتْ عليكِ يدُ الزّمانِ فجودي يا مُقلةً أفْضَتْ لِوَشْكِ جمودِ سُحِّي على قدرِ المُصابِ وساعِفي فلطالما ساعَفْتِ بالموجودِ يا مُقلةً عبِثَ الزّمانُ بدمعِها ورمى بها في وَهْدةِ التَّسهيدِ ماذا نكِرتِ من الزمانِ عشيّةً أوَ لستِ عينَ المُوجعِ المَكْمُودِ كمْ تَنتحيكِ يدُ الزمانِ فتَنْتَضِي سَيْفَ القَضَاءِ على الليالي السُّود عمّاهُ بل أبتاهُ يا تِرْبَ الثنا يا نفحَ أخلاقٍ وعِتق جدودِ أبكيكَ أم أبكي الأمانة والنُّهى إذ تَزْدهِيكَ بعاطرٍ مَحْمُودِ أبكيكَ أم أبكي الدماثةَ والرضى إذ تعتليكَ خلائقٌ للصِّيدِ أبكيكَ أم أبكي العدالةَ والعُلا إذ تَسْتبِيكَ فهِمتَ كالمفؤودِ أبكيكَ أم أبكي النزاهةَ إذ زهت والزهدُ والإحسانَ أم للجودِ يا راحلاً والحمدُ مِلءُ إهابهِ ومن الثناءِ عليه وَشْيُ جديدِ يا راحلاً والذّكرُ حدوُ رِكابهِ ومن الدُعاءِ لهُ اخضرارُ البيدِ ألْهمتَ من سِحر التواضعِ أنفساً وشَدَدَتَ نهْجَ الحِلْمِ بالتّجديدِ لم تتخذ حُسن الخِصال تكلُّفاً أو تسْتعِرْها بُغيةَ التقليدِ حاشاكَ بل ما كانَ محضُ سجيّةٍ من مَحْتِدٍ زاكٍ نمَت كالعودِ يا فرقداً قِدْماً تلألأ ضوؤه بالعلم في أُفْقٍ هناكَ بعيدِ للهِ ما أقسى أُفولكَ إنّهُ أوهى فؤاداً كان كالجُلمودِ عبدَالعزيزِ أيا خُويطِرُ قلّما خَطَرَت ببالي لحظةُ التّبديدِ أهلوكَ طُرّاً في عنيزة أَجهَشوا وعلى البلادِ أناخَ حُزنُ فقيدِ ما كان أقربَ أُلْفةٍ من فُرقةٍ وأمضَّ فرطَ قلادةٍ من جِيدِ فارحل عليكَ من المُهيمنِ رحمةٌ وترحُّمٌ من رُكّعٍ وسجُودِ الموتُ أبلغُ واعظٍ لكنما مَنْ لي بمُصْغٍ عندَهُ ومفيدِ منْ لي بمُتّعظٍ يُعدّ جوابهُ عند السُّؤالِ ويرْعَوي لوعيدِ ما هذهِ الدُنيا على لذاتِها إلا مُديلةُ أنفسٍ ووعودِ دارُ الغرور فبئسَ من يشقى بها ولنِعْمَ من يجتازُها بصُدودِ كم بينَ لحْنِ الحُزنِ من مُتَهَدِّجٍ نَدِبٍ ولحنِ مُشمّرٍ غِرّيدِ القولُ ما بينَ الجَوانحِ كامنٌ في لوعةٍ كالنّارِ رهْنَ وقُودِ والقولُ في جنْبٍ يُنكِّبُ مضجَعاً ولدى مآقٍ هُمّلٍ وخُدودِ يا فيلقاً قد قامَ فوق جَنَابهِ للحُزنِ خَفْقُ بيَارقٍ وبُنودِ إن كان قد أسيَ الجميعُ لما جرى فلقد خُصصتُ من الأسى بمزيدِ