نحن نعيش أسطورة.. خرافية في تشعبها وتفاصيلها المبعثرة. وعروسة عندما ننطلق في مديحها وكأنها حورية أتت من السماء. كم يقتلني ذلك التفكير الأسطوري البعيد عن الواقع أشد البعد. أصبحنا نرى أشياء لا تفسير لها سوى الكذب والخداع أو بمصطلح فلسفي «خيال زائف». حتى أسماؤنا أصبحت من ضمن تلك الأساطير والرمزيات التي تواكب هذا الحدث. إن الحقيقة التي يخفيه الكثير منا, إننا نريد كل شيء ولكن لا نريد أن نعمل أي شيء. نريد المال ونريد النوم. نريد أفخم الممتلكات ولكن نخشى المجازفة فلا نعمل أي شيء يستحق الوصول لتلك. نريد أن نصنع أبناء مبدعين فنحطم أفكارهم الصغيرة بمقولة « اترك عنك هذا». ثم يسألون «هل لدينا مبدعون أصلا؟». ومن حيث نظرية (الراتب_مايكفي_الحاجة) فهم لم يفكروا قط في التراكمات التي ستقوم مع ارتفاع الرواتب ..لم يفكروافي أسعار الغذاء وأسعار الإيجارات، فكما ارتفعت الرواتب في القطاع الحكومي لن يرضى التاجر أو رجل الأعمال البسيط بما يأتيه من قليل بعد أن كان كثيرا. ولن يرضى العامل البسيط في القطاع الخاص بما يأتيه من قليل.. فلو رجعنا للأحقية.. فمن يعمل في قطاع خاص هو أقل أجراً في المال وأكثر ساعات في العمل وأقل الأيام إجازة عنده. فلم لا يقترن من هو في الخاص بمن هو في الحكومة. من يريد أن يرتفع الراتب فليفكر قليلا بمن هم في القطاع الخاص.وليجعل من نفسه قرينًا بهم. إخوتي.. إن الزيادة ستعم كل شيء عند زيادة الراتب ..ولكم فيما مضى عبرة. بالتأكيد سيرتفع كل شيء أولها السلع وثانية الإيجارات وثالثها ما لا يكون في الحسبان من أشياء بسيطة لتكون أشياء ذات قيمة. لم لا تكون السلع هي الأهم.. لم لا نطالب بتحديد سعر السلع بدلاً من زيادة الرواتب. فما كنا نشتريه بثمن قليل أصبح اليوم ذوقيمة كبيرة. فكروا قليلا أحبتي.