مولد كورونا مفتوح ومتاح للجميع؛ للتعتيم تارة وللتهليل تارة أخرى وللفتاوى والوصفات العلاجية تارة ثالثة، ويبدو أنه سيظل كذلك حتى إشعار آخر، طالما فتحنا الباب للتخاريف والوصفات الخرافية لعلاج فيروس كغيره من الفيروسات يحتاج وقتا وإفساح المجال للأبحاث لمحاصرته ومكافحته. مصيبة كورونا ثقيلة ومن يقول غير ذلك مخادع، ولكن المصيبة الأدهى تجاهل رسائل وزارة الصحة التوعية وإنكار جهود الوزارة في مكافحة الفيروس والانسياق لدرجة الانقياد وراء الوصفات الشعبية التي يدعي أصحابها قدرتها على وأد الفيروس ودحض المرض. وزارة الصحة دخلت -مؤخرا- بقوة على خط مواجهة الخزعبلات، وأطلقت تحذيرا رسميا مفاده أن الطب الشعبي لا يملك العلاج للحالات المصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا». وقال المتحدث باسم الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية خالد العصيمي في تصريح للزميلة «الشرق» إن ما يسمى بالطب الشعبي غير معترف به من قبل وزارته. وذهب إلى أن من يعمل بمهنة طبيب شعبي ما هو إلا ممارس لمهنة الطب دون ترخيص، واضعا واصفات الأطباء الشعبيين في خانة الخرافات التي لا تمت للبحث العلمي بأي صلة. الصحة محقة فيما ذهبت إليه، وينسجم مع العقل والمنطق؛ وعلى ذات الطريق حذر استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور فرحان العنزي في حديثه للزميلة «الشرق» أن مما يتم تداوله بين الناس عبر مواقع التواصل والواتس آب من تبادل لوصفات وخلطات شعبية مثل تناول الزبادي والثوم والحبة السوداء وشرب الزنجبيل.. وغيرها. وقال: إن كل هذه النصائح والوصفات ما هي إلا خرافات ولا تمتّ للبحث العلمي بأي صلة، ولا يجوز إطلاقها ولا تداولها، لأن استخدامها قد يعطي للناس اطمئناناً كاذباً، والحقيقة أن الكل قد يصاب بكورونا إن تعرض له. الشائعات المتهم الرئيس في مثل هذه المواقف، والحق أنها من روج للعلاج الشعبي؛ عاودت ظهورها مجدداً طارحة وصفات للعلاج بالطب الشعبي بعد أن فتح الباب على مصراعيه أمام العطارين في ظل إخفاق المختصين في إيجاد الوصفة الناجعة. وبات العطارون نجوم شباك بخلطات قالوا إنها مبتكرة لفيروس عجزت مختبرات أوروبا وأمريكا عن إيجاد لقاح له، وصدقهم الناس نازعين عقولهم ومنبطحين أمام عواطفهم، فيما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر هذه الشائعات. كورونا فيروس وعلاجه يحتاج إلى صبر ووقت، أما الخرافات فلن تجدي وهي خطأ، وتجاهل تحذيرات الصحة ورسائلها خطيئة، وبمزيد من الثقة في أنفسنا قادرون -بحول الله- على تجاوز الأزمة وكسر أنف الفيروس والشائعات معا.