لقد انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر يوم الأحد 26-7-1435ه الموافق 25-5-2014م وكان لوفاته رحمه الله رنة حزن في قلوب المواطنين عامة وفي قلبي بصفة خاصة وما ذلك إلا لأنه رجل كبير جداً كبير خلقاً وفكراً وإخلاصاً وأدباً وتواضعاً، يعرف الناس فيه هذه الصفات الحميدة، حيث كان مثالاً يقتدى به في كل ما أسند إليه من أعمال متعددة وجليلة خلال فترة حياته رحمه الله. لقد كنت ممن يعرفون هذه الصفات للمغفور له بإذن الله لا لأن بيني وبينه معرفة شخصية فأنا لم أقابله إلا مرة واحدة في مكتبه عندما كان وزيراً للمعارف، حيث زرته مهدياً له نسخة من ديواني الأول الذي صدر عام 1412ه بعنوان: (شروق الشوق) ولأن الرجل أديب وذو خلق كريم فاجأني بعد أيام بخطاب لم يكن ليخطر على بالي من الخويطر هذا الخطاب نشرته صحيفة الندوة في ملحقها الأدبي الصادر يوم الأحد 8-7-1412ه العدد 10044 تحت عنوان: (أعدت الثقة في شعرنا بعدما كثر الغثاء) حيث قال رحمه الله ما نصه: سعادة الأخ الأستاذ العقيد محمد حسن العمري - حفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً جزيلاً على إهدائي نسخة من ديوانك (شروق الشوق) وأهنيك على إخراجه وعلى ما حواه من قصائد تعيد الثقة في شعر هذه الفترة التي كثر فيها الغث حتى كاد القارئ أن يصاب باليأس، وديوانك بما حواه من قصائد جيدة جدا أسلوبها رصين وسبكها آخاذ أعادت الأمل في أن هناك من يمكن أن يضعوا جيلنا في مصاف الأجيال التي نعتز بها، لا قوافيك مفتعلة ولا أوزانك مضطربة، ولا أفكارك قلقة، في قولك عفة، وفي النسق الذي اتخذته محافظة على أصول الشعر المرتضى، أهنيك وأتمنى أن يدوم لك التوفيق وأن يجنبك الزلل مع أطيب التحية. أخوك: عبدالعزيز الخويطر. وإذا كنت أعتز بتوقيعه على شهاداتي الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حيث كان وزير المعارف في أيامنا هو الذي يوقع على شهادات الطلبة، فإنني أعتز بخطابه المشار والمذكور أعلاه اعتزازاً كبيراً جداً بحيث لو بحثت عن شهاداتي الدراسية فلربما لا أعثر عليها لطول المدة الزمنية، بينما خطاب معاليه المذكور لا يكاد يغيب عن ذاكرتي لاعتزازي الشديد به وبكاتبه الأريحي - رحمه الله -. لقد بقي تشجيعه لي ولغيري مستمراً حتى توفاه الله يوم 26-7-1435ه وبقيت أنا أهدي إليه من إصداراتي الأدبية التماساً لتوجيهه ورؤاه المستنيرة حيث كان آخر إهداءاتي له ديواني الأخير الذي صدر حديثاً في أوائل شهر رجب عام 1435ه بعنوان: (أنيس الجليس) ولا أدري هل اطلع عليه أم أن المنية لم تمكنه من ذلك وقبله ديوان (تباريح الفصيح) الذي علق عليه في رسالة خاصة وردتني بخطابه رقم 120 في 22-9-1431ه شاكراً على الإهداء وقائلاً: أرجو لكم التوفيق والعون فيما أنتم بصدده من الدفاع عن العروبة والإسلام وإثراء المكتبة بما هو مفيد. وبعد.. فلو أن حمداً يورث الخلد لم تمت ولكن حمد الناس ليس بمخلد كما يقول أحد الشعراء في أحد ممدوحيه وأقول في ختام هذه الكلمة الموجزة: هذا هو معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر الرجل والرجال قليل الذي غادر هذه الدنيا الفانية إلى جوار ربه غفور رحيم بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال في خدمة دينه ثم وطنه ومواطنيه - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.