لم يكن التصريح الذي أدلى به الأستاذ خالد البلطان رئيس مجلس إدارة نادي الشباب والذي قرر فيه مغادرة كرسي الرئاسة تصريحاً عادياً، بل كان وقع ذلك الخبر مدوياً وصادماً لجماهير الشباب ولمحبي الرياضة بشكل عام، فما قدمه طوال السنوات الماضية من نجاح يصعب على الجميع تجاهله أو إنكاره، بل إنها تعتبر خسارة كبيرة لرجل قدم للرياضة الكثير من الإنجازات. وبالرغم من أن قرار الاستقالة قرار شخصي يُقدم عليه الشخص لأجل أسباب هو مُقتنع بها إلا أن استقالة خالد البلطان لم تكن بذلك القرار السهل تقبُّله على مجتمع الرياضة بشكل عام، فرجل مثله خدم ناديه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى طوال الفترة الماضية وانتقل من نجاح إلى نجاح ومن بطولة إلى أخرى يدعونا إلى التوقف قليلاً عند هذا القرار والتساؤل عن الأسباب الرياضية التي من الممكن وقوفها خلف تلك الاستقالة. ولعل توقيت الاستقالة يدل على مؤشر غير سار، نظراً لكون الاستقالة تمت بعد حصول الليث على أغلى بطولة على الجميع، وهي كأس خادم الحرمين الشريفين، فغالباً ما يستقيل الأشخاص الذين أخفقوا في النجاح على المستوى الإداري أو الرياضي كذلك، بل قد لا يخفى على الكثير أن هناك إدارات أخفقت في أدائها خلال الموسم الماضي وما زالت متمسكة بقيادة أنديتها بغض النظر عن الأسباب أو المبررات التي يصرّحون بها، ولكن أن تُقدم على الاستقالة وأنت في أوج النجاح، فبرأيي أن ذلك يدل على أن خالد البلطان قد وصل إلى مرحلة من القناعة والشجاعة في اتخاذ القرار لا يمكن لنا إلا أن نقف احتراماً لها. ويمكننا القول إن ما قدمه البلطان خلال السنوات الثماني الماضية قد أحدث نقلة نوعية وقفزات كبيرة جداً على مستوى النادي بشكل عام، فعلى مستوى الإنجازات الرياضية قام بتحقيق العديد من البطولات وبأكثر من نشاط بالإضافة إلى تفعيله خدمات وتسهيلات النادي ومشاركته الفاعلة تجاه المجتمع عبر المسؤولية الاجتماعية وفعاليات الصيف المميزة التي تقام سنوياً لذوي الاحتياجات الخاصة قام خلالها بتفعيل شعار أن النادي كيان ثقافي اجتماعي بالإضافة لكونه رياضياً، ولن يسعنا الإحاطة بشتى المُنجزات التي تمت خلال رئاسة البلطان في مقال ولكن تلك الإنجازات لا يمكن أن ينكرها أي مُنصف مُحب للرياضة ولرجالها الأوفياء أمثال خالد البلطان. ولعل السؤال الذي لابد من طرحه الآن: هل أصبحت البيئة الرياضية مُنفّرة للإداريين أسوة باللاعبين والحكام، فهناك العديد من الاستقالات تمت خلال الفترة الماضية، لعل استقالة الحكم خليل جلال من أشهرها بالإضافة إلى عدة لاعبين، ولكن أن يستقيل رئيسُ ناد ناجح في قمة نجاح إدارته لا بد من وجود أسباب تقف خلفها ولكن يصعب علينا تحديدها بدقة لكنها بنفس الوقت تُعتبر مؤشراً غير جيد على البيئة الرياضية بشكل عام، بالطبع قد تكون هناك أسباب شخصية خلف تلك الاستقالة ولكن ما نشاهده في غالبية الأندية وعلى مستوى العالم أن ذلك المنصب التنافس يكون شديداً عليه بل إن الفوز برئاسة نادٍ ولو من أقل الدرجات تصنيفٌ يُعتبر إنجازاً وطموحاً لكثير من الأشخاص!!. إن استقالة خالد البلطان قد تركت خلفها العديد من التساؤلات التي لن يستطيع الإجابة عنها سواه ولا ينكر أو يُزايد أحداً على حب البلطان لنادي الشباب الذي أثبتته السنوات الماضية، فهي ستبقى بكل تأكيد خسارة كبيرة لرجل أعمال ناجح عمل مع فريقه طوال سنوات وحقق العديد من النجاحات نظراً لما يحمله من فكر إداري احترافي أثبت فعاليته وكفاءته خلال قيادته لنادي الشباب لسنوات عديدة. ولعل ما يطمئن عشاق كيان الشباب أن الأستاذ خالد البلطان سيبقى قريباً من النادي كسابق عهد داعماً له مادياً وفكرياً، كما صرح بذلك وكما عُهد عنه، كذلك فإن البلطان ما زال يحظى بحب وتقدير العديد من الجماهير في الساحة الرياضية ولكن بكل تأكيد سيكون من الصعب تعويض ذلك الرحيل في الفترة القادمة نظراً لخبرته الطويلة في النادي وخلفيته التجارية الكبيرة في عالم المال والأعمال، بل إن رحيل البلطان كقائد ناجح يُعتبر خسارة على مستوى الرياضة بشكل عام آمل أن يتم تعويضها في المستقبل القريب.