إنّ الردع مفهوم دولي سياسي عسكري ارتبط معناه بامتلاك الدولة للسلاح النووي، وقدرتها على إيقاف الخصم عند حدوده، وسياسة الردع تتكون من قسمين، أحدهما: الردع المباشر لمنع الهجوم العسكري على أرض الدولة، والآخر: الردع الموسع لردع الهجوم العسكري على أرض دولة صديقة. وقوة الردع العسكري تجعل الدولة المعادية تدرك حجم الخسائر الباهظة التي ستتكبدها في حال تفكيرها في القيام بهجوم عسكري يهدد أمن الدولة المسالمة، وقد سبق أن بُثَّ على قناة البي. بي. سي. البريطانية، أنّ هناك معلومات استخباراتية تفيد أنّ السعودية قادرة على امتلاك أسلحة نووية متى شاءت وأنها تستطيع نشرها أسرع من إيران. ورسالة القدرة على الردع النووي يمكن للدولة تبليغها بالطرق التالية، الأولى: الإعلان عن امتلاكها للسلاح النووي، والطريقة الثانية: إجراء تجارب بالسلاح النووي، والطريقة الثالثة: الاستعراض بالسلاح النووي في مناورة عسكرية، وخلال مناورات سيف عبد الله، تم استعراض أسلحة حديثة لأول مرة في ترسانة أسلحة الجيش السعودي، الذي نتج عنه عدة قراءات تحليلية ظهرت على شبكة الإنترنت، اخترت منها التحليل التالي: (السعوديون يستعرضون لأول مرة صواريخ عملاقة ربما تكون باليستية ذات قدرة نووية، وبذلك تصبح السعودية أول دولة في الشرق الأوسط تستعرض علناً صواريخ ذات قدرة نووية، ومناورات سيف عبد الله توحي برسائل بالغة الأهمية، الأولى: أن الشرق الأوسط سيدخل سباقاً للتسلح النووي على غرار البرنامج النووي الإيراني، والرسالة الثانية: أنّ السعودية قد امتلكت فيما يبدو صواريخ ذات قدرة نووية، وهي جاهزة لاستخدامها في حال وقوع الصدام العسكري مع إيران. والرسالة الثالثة: موجهة إلى واشنطن توحي أنّ السعودية لا تزال متمسكة باعتراضها على المفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني، والرسالة الرابعة: ظهور أعلى قائد عسكري باكستاني في منصة الزوار أمام العرض، يُقصد منه التأكيد على أنّ إسلام أباد لها علاقة بالأسلحة التي ظهرت في الاستعراض العسكري). الخلاصة: إنّ الهدف الرئيس من مناورات سيف عبد الله، هو رفع درجة الاستعداد للجيش وتحسين كفاءته القتالية. وأيضاً يحمل سيف عبد الله رسائل موجهة إلى كلٍ من واشنطن وطهران، مضمونها هو استعداد الرياض لانتهاج مسلك الردع العسكري الذي أرتبط معناه الدولي بالسلاح النووي.