تتوالى الإنجازات الكبرى التي يصنعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- منذ توليه زمام الحكم لتؤكد أنه قد فرض نفسه على التاريخ ملكاً صالحاً وصانعاًوراعياً للتحولات الكبرى على المستويين المحلي والدولي، ومرجعاً ينتظر منه العالم قرارات تعالج ما يهدد اقتصاده وأمنه وموارده، وباباً رحباً دخلت عبره بلادنا إلى ساحة العالم المتقدم. وبالنظر إلى الإنجازات التي صنعها خادم الحرمين الشريفين -يرعاه الله- داخل بلادنا نجدها منتشرة في كل مناطق المملكة ما بين طرق ومنشآت تعليمية وصحية وتنموية وغيرها، وهي في العموم تركز على بناء الإنسان والاستثمار في العقل البشري، ولذا نرى في المشروعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- تركيزاً على النهضة بالتعليم وإصلاحه وصولاً إلى بناء المجتمع القائم على المعرفة، وليس أدل على هذا التوجه من تخصيص ميزانية ضخمة لهذا القطاع في هذا العام بلغتْ (210) مليارات ريال، تمثل (25%) من مجموع الميزانية العامة للدولة، بزيادة (3 %) عن المبلغ المخصص له في العام الماضي، وتُعد ميزانية هذا القطاع المهم لهذا العام هي الأكبر في تاريخ الدولة. ولا شك أن الاتجاه إلى دعم هذا القطاع بهذا المستوى من القوة والسخاء يؤكد حكمة التوجه الذي تنتهجه حكومة المملكة -يحفظها الله- في الحرص على بناء أجيال متعلمة واعية، قادرة على المساهمة في صنع نهضة الوطن. ويظهر دليل آخر على حرص ملك البلاد -يحفظه الله- على بناء العقول القادرة على حمل صروح الوطن في اعتماده برنامج الابتعاث الخارجي وتمديده بعد انتهاء المدة المقررة له ليتيح لأبناء الوطن فرصة التعلم في أحدث الجامعات وأكثرها عمقاً وتطوراً. ولا شك أن هذا التوجه السديد نحو دعم التعليم وبناء جيل الشباب سيكون عاملاً مساعداً على انحسار دائرة البطالة بإمداد سوق العمل بالطاقات المؤهلة القادرة على الإبداع. وحيث كانت محاور التعليم والصحة والإسكان هي الهموم الكبرى في أي دولة فقد تركزت عناية خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على إصلاحها، أما التعليم، وأخص بالحديث التعليم العالي، فيشهد في عصره المبارك نهضة غير مسبوقة، تبدو شواهدها في تضاعف عدد الجامعات وانتشارها على كل مناطق المملكة. وفي محور الصحة أمر -أيده الله - باعتمادات مالية كبيرة لإنشاء مستشفيات ومجمعات طبية ومراكز صحية لتوفير الرعاية الطبية لكل محتاجيها بيسر وسهولة. أما الإسكان فقد شهد في عصره الزاهر -يحفظه الله- اهتماماً غير مسبوق تمثل في تأسيس وزارة خاصة له، واعتماد مبلغ ضخم لحل مشكلة الإسكان بلغ (250) مليار ريال لبناء (500) ألف وحدة سكنية في مناطق المملكة كافة وتحديد الأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك، وها هي ثمرات هذا الدعم تبدو على السطح ببدء وزارة الإسكان تلقّي طلبات المواطنين لتسليمهم وحداتهم السكنية خلال الأشهر القليلة القادمة. وبهذا يكون خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- قدم سدَّا لحاجات الأساسية للمواطنين ووفرها لهم. واختتم معالي الدكتور بدران العمر حديثه قائلاً: إن الوطن والمواطنين قد باتوا يعيشون في هذا العهد الزاهر عصراً مختلفاً بخدماته وإنجازاته ومشروعاته، فأسأل الله في هذه الذكرى المباركة للبيعة أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويمد في عمره، ويديم على بلادنا أمنها واستقرارها.