بالرغم من نجاح مجلس النواب اللبناني في عقد اجتماع للبدء في انتخاب رئيس جديد للبنان، بعد أن تنتهي ولاية الرئيس الحالي ميشيل سليمان في 25 آيار مايو، إذ توافد جميع أعضاء المجلس النيابي اللبناني باستثناء الموجودين خارج لبنان والمرضى، وبالتالي تحقق نصاب الانعقاد، والذي يشترط حضور أكثر من الثلثين (86 نائباً)، إلا أن نجاح تحقيق نصاب الحضور والانعقاد لم يحقق النجاح في الجلسة الأولى، ويتم انتخاب رئيس جديد إذا فشل المجتمعون في انتخاب الرئيس في أول جلسة، والتي ترشح لها الدكتور سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية المدعوم من قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري، وقد حصل الدكتور جعجع على 48 صوتاً من أصوات ال124 الذين حضروا الجلسة، في حين صوت 52 نائباً بأوراق بيضاء، و16 صوتاً للمرشح المدعوم من قبل كتلة وليد جنبلاط، وصوت للرئيس الأسق أمين جميل رئيس حزب الكتائب، وسبع أوراق ملغاة لاحتوائها على أسماء لشخصيات قُتلوا في سنوات ماضية. انتخابات الجولة الأولى لاستحقاقات الرئاسة اللبنانية كشفت بأن لبنان مقدم على مساومات سياسية قد تأخذ وقتاً ربما يصل إلى ملامسة الوقت النهائي المحدد لانتخاب الرئيس الجديد قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي يوم 25 آيار مايو. والذي يتخوف منه اللبنانون أن يغرق لبنان في فراغ سياسي، إذ تصبح البلاد بلا رئيس، وهو ما سيوكل صلاحياته إلى الحكومة التي ستقوم بالأعمال التنفيذية لحين التوصل إلى انتخاب رئيس جديد. اللبنانيون ورغم تخوفهم من الوصول إلى هذا الوضع، إلا أنهم متفائلون بأجواء التفاهم بين أكبر كتلتين في مجلس النواب، والمعني هنا تيار المستقبل الذي يملك 33 نائباً، وتكتل التغيير والإصلاح برئاسة ميشال عون 27 نائباً، ومصدر التفاؤل أن تفاهم سعد الحريري رئيس تيار المستقبل وميشيل عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح واللذان يشكلان رأسي الرمح في قوى 14 آذار وقوى 8 آذار يمكن أن يصيغا اتفاقاً يتمثل في اختيار رئيس توافقي تؤمَن له الأغلبية في جولات الانتخابات القادمة والتي يكفي أن يصوت له نصف أعضاء المجلس زائد واحد، وهي إمكانية سهلة صعبة في آن واحد، فإذا اقتنع وبالذات حلفاء النظام الإيراني السوري المشترك تكتل 8 آذار بما سيحصلون عليه من (تنازلات) من تكتل 14 آذار والتي تتمثل كما يصر تحالف حزبي حسن نصر الله ونبيه بري على عدم الاقتراب من سلاح حزب الله، مقابل أن تعود رئاسة الحكومة إلى تيار المستقبل، تكون قد عقدت تسوية تتيح انتخاب رئيس لا يعارض بقاء سلاح المقاومة مقابل حكومة تشكل برئاسة سياسية من تيار المستقبل.