استبشر الوطن والمواطن بالأمر الملكي التاريخي الصادر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- والمتضمن اختياره الكريم وتأييد ورغبة أخيه صاحب السمو الملكي ولي العهد لأخيهم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بتعيينه ولياً لولي العهد وتأييد وموافقة هيئة البيعة مع احتفاظه بمنصب النائب الثاني، وعلى أن يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعديله أو تبديله بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان أو تسبيب أو تأويل، وهي بلا شك خطوة هامة نحو الاستقرار والأمان لهذه البلاد التي قامت منذ تأسيسها على الشريعة الإسلامية، كما أنها ضربة استباقية لأعداء الوطن الذين امتلأت القنوات الحاقدة بنباحهم وصياحهم وتحليلاتهم وتأويلاتهم الخاطئة وادعاءاتهم الباطلة حول مستقبل المُلك في هذه البلاد، فكلما مات لنا ملك قام لهم شيطان رجيم بتحليلات وتأويلات لا أساس لها من الصحة، فما تلبث قيادتنا الحكيمة أن تنقل الحكم بصورة سلسة ودون معوقات أو حتى اختلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة، وهي نعمة من الله وفضل منه عليهم يحسدون عليها كما نُحسد نحن عليهم، وعلى أولئك الذين يمنون أنفسهم غروراً بحدوث اختلالات واعتلالات في الملك أن يدركوا أنهم سيخسرون الرهان، وهذا ما أراد ولي أمرنا أن يوصله لهم ولقنواتهم التي تختلق الكذب وتسخر كل إمكاناتها للنيل من قيادة هذه البلاد وقيادتها على الرغم من حرص القيادة الحكيمة على عدم الرد أو حتى الالتفات لأولئك الذين يقبضون ثمن نباحهم مقدماً دراهم معدودة ليموتوا بغيظهم، وسيكون هذا الأمر الملكي الكريم هو الضربة القاضية لهم ولمن مولهم وأيدهم وشجعهم وعندما يكون الحديث عن رجل بقامة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، فهو حديث لا يخلو من الإعجاب بشخصه والتعجب من شخصيته المرحة التي يعرفها الجميع من خلال ابتسامته التي لا تفارق محياه ولا تغادر وجهه كما أنه قيادي محنك يعرفه أبناء الوطن عبر عدة مناصب تقلدها في حياته السياسية وأثبت نجاحه فيها، وهو أمر لم تكن القيادة الحكيمة أن تغفله أو تتناساه عند اختيار سموه الكريم ولياً لولي العهد وعليه فإننا نمد أيدينا لنبايع سموه الكريم ولياً لولي العهد استابة لأمر ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- مدركين في ذات الوقت أن استقرار الوطن مطلب هام للمواطن، سائلين المولى جلت قدرته أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها ورخاءها في ظل قيادتنا الحكيمة، وأن يوفق سمو سيدي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد ما فيه خير وصلاح البلاد والعباد وأن يجعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وأن يعينه على حمل المسؤولية وتحمل الثقة التي أوكلت إليه وهو لذلك ولا شك. والله يتولى الصالحين.