لقد جاء القرار الملكي الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظه الله- وليًّا لولي العهد انطلاقًا من مسؤوليات ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين وموافقة هيئة البيعة. ولا غرابة في ذلك فهذا البلد منذ تأسيسه قام على قواعد صلبة ومتينة تهدف إلى حفظ ودوام الأمن والاستقرار واستمرار مسيرة التنمية لهذا البلد الكريم، إضافة إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والاعتصام بحبل الله المتين. إن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن أهل للثقة وهو رجل دولة من طراز رفيع تقلَّد مناصب عدَّة وصاحب ملوكها وكان قريبًا من منهم وما نيله ثقة أخيه خادم الحرمين الشريفين وأخيه سمو ولي العهد إلا خير دليل على امتلاكه صفات القيادة الفذة. وإن ما يتمتع به -حفظه الله- من صفات شخصيَّة مميّزة وتأهيل علمي واسع وعسكري عالٍ أكسبه خبرات وميزات نسبية تجعله بتوفيق الله في مقدمة المؤهلين لأدوار قياديّة مستقبلية أكبر للقيادة والحكم وإكمال مشروع التنمية الوطني الضخم الذي بدأه المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- وواصل مسيرته أبناؤه الملوك البررة وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظهم الله جميعًا. إن هذا القرار يأتي تتويجًا لمسيرة عطرة قضاها سمو الأمير مقرن في العديد من المناصب القياديّة والحساسة في المجالين العسكري والمدني التي أثبت من خلالها ما يتمتع به -حفظه الله- من صفات الشخصيَّة القياديّة المخلصة. ونختتم داعين الله بالتوفيق والسداد لولي ولي العهد وأن يحقِّق الله على يديه ما يطمح إليه شعب المملكة وما يكفل للمملكة استمرار الأمن والاستقرار والازدهار بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إنه سميع مجيب.