لا زالت أسرة آل سعود النبيلة تقدّم لشعبها الوفي كلِّ ما فيه خير لأمنها واستقرارها وازدهارها. وهذا ديدنها من عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وأبنائه البرَّرة فها هو الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين يتبع ما سنّه موحّد المملكة ويحدّد الطريقً المؤدي لاستقرار وأمن وطمأنينة شعب المملكة العربيَّة السعوديَّة. فها هو يعين وليًّا لولي العهد بعد العودة لأهل الرأي والحكمة من كبار الأسرة الفاضلة وهنا لديّ قصة قصيرة تلقي الضوء على من سوف يحمل الأمانة ويكمل المسيرة الخيِّرة لشعب المملكة العربيَّة السعوديَّة والأمة الإسلاميَّة. عندما كنت أعمل مديرًا لقسم الشؤون الدراسية في الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية أن بلّغت من قبل المربِّي الملحق الثقافي معالي الدكتور حمد بن إبراهيم السلوم - رحمة الله عليه وغفرانه - بأن صاحب السمو الملكي الطيار الحربي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود سوف يزور الملحقية الثقافية وأن أشعر زملائي السعوديين الموفدين للعمل في الملحقية وبعد السلام على سموه أن نعود لمكاتبنا فورًا، وبالفعل وبعد أن تشرَّفنا بالسلام على سموه هممنا بالعودة لمكاتبنا فإذا بسموه يقول: إلى أين؟ فأجاب الدكتور حمد السلوم أنه حرصًا على وقت سموه فالموظفون عائدون لمكاتبهم. فأجاب سموه الكريم أنّه يزور الملحقية ليس للسلام فقط ولكنّه حريص على مقابلة موظفي الملحقية الثقافية السعوديين وأن يطّلع منهم وكل حسب وظيفته على أحوال المبتعثين وما يشغلهم أو يحول دون تحقيق الهدف من ابتعاثهم ودراستهم في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان لقاءً رسخ في ذهن كل من حضره. وظهرت فيه سعة اطِّلاع سموه على كلّ صغيرة وكبيرة تتعلّق بالمبتعثين وموظفي الملحقية. وكيف لا وهو نفسه قد جرّب حلاوة ومرارة الاغتراب كطيار حربي في المملكة المتحدة البريطانية، هذه أخلاق وتصرَّفات أولي أمرنا، هذه عادات وصفات أولياء أمورنا. هنيئًا له وهنيئًا لنا ونفاخر بهم شعوب العالم. وأبايعك يا ولي ولي العهد على سنَّة الله ورسوله وسنَّة الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين. وفّقك الله وبارك في عملك وجهدك وأعانك الله على تحمّل أمانة المسؤولية وأحسب أن التاريخ سوف يستمر في كتابة سطور تاريخكم آل سعود بالذهب. نصرهم الله أبدًا على كلّ من أراد بهم ووطننا السوء والتشتت بعد وحدة وطمأنينة واستقرار وأمن يضرب بها المثل.