عاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء أمس الاثنين إلى منطقة الشرق الأوسط في زيارة طارئة تستهدف دفع جهود إنقاذ مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. فقد وصل كيري مساء أمس إلى مطار تل أبيب قادماً من باريس، حيث كان منذ صباح أمس يقود (مفاوضات مكثفة) عبر الهاتف مع الطرفين وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن (طاقمنا التفاوضي يعمل مع الجانبين على الأرض لمساعدتهما في الاتفاق على مسار للتقدم). وأضافت (بعد مشاورة فريقه قرر الوزير كيري انه سيكون من المفيد العودة إلى المنطقة). وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن كيري سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. ورفضت إسرائيل السبت إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المتفق على الإفراج عنها في إطار اتفاق استئناف مفاوضات السلام. وقال مسؤول فلسطيني إن إسرائيل تمارس سياسة الابتزاز وتربط قبولها إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى مقابل إعلان الجانب الفلسطيني قبوله بتمديد المفاوضات لما بعد موعدها النهائي المقرر في 29 من أبريل المقبل. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن إسرائيل قدمت عرضاً رفضه الجانب الفلسطيني، مشيراً إلى انه تضمن إطلاق سراح 420 اسيراً تختارهم إسرائيل لم تصدر بحقهم أحكام مشددة ولا يتضمن إطلاق سراح الأسرى المرضى والقادة ومنهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات والأطفال والنساء. واضاف أن العرض يتضمن تجميداً جزئيا للاستيطان في الضفة الغربية دون القدس مع استمرار البناء للعطاءات التي طرحت سابقا. ووصف المسؤول العرض الإسرائيلي بالهزيل وبأنه يدل على عقلية نتانياهو التي ترفض السلام الحقيقي في المنطقة. وأمام المواقف الإسرائيلية المتعنتة قررت القيادة الفلسطينية مساء أمس بدء خطوات الانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة في حال لم يحمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جواباً واضحاً بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين. وفيما تتكثف الجهود للعودة بمفاوضات السلام لا زالت اعتداءات المستوطنين تتزايد على الشعب الفلسطيني، فبحسب شهود عيان تتزايد اعتداءات المستوطنين بالأسلحة أو بغاز الفلفل الحار أو الضرب أو حرق أشجار الزيتون. وبالأمس أكد مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة غسان دغلس إن مستوطنًا أطلق النار من سلاحه الشخصي على شاباً مقدسياً خلال وجوده على مفرق قرية جيت شرق قلقيلية وأصابه بجراح في رجله. وأوضح دغلس أن المستوطن أطلق النار على الشاب دون أي مبرر أو ذريعة، لافتًا إلى أن معظم المستوطنين يحملون السلاح خلال تنقلهم بين مستوطنات الضفة. ويعيش في مستوطنات الضفة الغربية ما يزيد على نصف مليون مستوطن جميعهم مسلحين بالأسلحة الرشاشة، علمًا بأن الاحتلال يزودهم بالسلاح عند عملية استبدال الجيش بأسلحة جديدة حيث يدفع بالسلاح القديم للمستوطنين.