قامت وزارة النقل مشكورة بإنجاز ازدواج المرحلة الأولى من طريق (البدائع - المطار)، وهو جهد مشكور ورائع وحوّل الطريق إلى تحفة حضارية وسط كثبان رمال نفود الغميس الجميلة شمال شرق المحافظة. الطريق شهد كثافة مرورية عالية وفتح تقاطعه طريق البكيرية، ولكنه أصبح مجزرة.. ولو تم عمل إحصائية رسمية لعدد الحوادث المرورية المروعة في أي تقاطع من التقاطعات بمنطقة القصيم لصار تقاطع طريق (البدائع - البكيرية) مع طريق (البدائع - المطار) في المقدمة، حيث إن أي شخص يعبر الطريق يومياً يُلاحظ الكم الهائل من الحوادث أمامه والتي لا تحتاج إلى طلب إحصائية حيث إنها على (الهواء مباشرة) وأمام أعيننا، ومن يريد أن يتثبت من ذلك، فليقف لعدد من الساعات أمامه وسيلاحظ ذلك، أما عدد الشهداء الذين سقطوا في هذا التقاطع منذ أن تم تنفيذه على شكل دوار أو قبل ذلك فهو كثير ولا يكاد يمر شهر إلا ويسقط (شهيد). حدث من الحوادث المروعة في طريق (البدائع - المطار) ما لا يحصى وقلّ عددها بعد افتتاح المسار القادم من المطار كمسار مفصول عن المسار القادم من البدائع، وإن كانت مستمرة بسبب عدم تنفيذ المسار الآخر والذي بقي على المسار القديم، وبسبب زيادة الحركة على الطريق والذي هو حلقة وصل بين كل من عاصمة المنطقة ومطار القصيم وجامعة القصيم ومحطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو ومدن وسط وجنوبالقصيم مثل الرس، البدائع، دخنة, ضرية، وكل مدن وقرى جنوبالقصيم ومدن وقرى شمال منطقة الدوادمي، وتزداد حركة الشاحنات على هذا الطريق بشكل مستمر ويشكّل هذا التقاطع حلقة مفصلية في حركة المرور، حيث تتوزع الحركة إلى كل من البكيرية، البدائع، الرس، عنيزة، مدن جنوبالقصيم وشمال الدوادمي. تقاطع طريق (البدائع - البكيرية) مع طريق (البدائع - المطار) تم تنفيذه على شكل دوار، وتم فتحه للحركة قبل حوالي سنة سقط خلال هذه السنة في هذا الدوار (الخطر جداً) عددٌ من الشهداء والجرحى وحدث كثيرٌ من التلفيات للسيارات وصار هذا (الدوار) مصيدة لجميع العابرين للطريق، حيث إن هناك عدداً من الملاحظات التي هي سبب رئيس للحوادث في هذا الدوار، أسوقها كما يلي: 1 - انخفاض الدوار واختفاؤه بالكامل أمام القادم إليه من جميع الجهات خصوصاً القادم من البكيرية، حيث يفاجأ تماماً بالدوار الذي نفذ منسوبه مساوياً تماماً (ما بداخل الدوار) لمسارات الدوار نفسها وبدون أي أرصفة أو حتى علامات تحذيرية، ويفاجأ من يصل الدوار بعمود ضخم للكهرباء يقف مباشرة أمام القادم من البكيرية، فيرتطم به بكل سهولة والعمود نفسه يشهد بهذا الكم من الحوادث حيث إنه أعوج رغم ضخامته وقوته، أما القادم من المطار فيفاجأ كذلك بالدوار حيث ينخفض مستواه عن مستوى الطريق، والقادم من البدائع أيضاً يفاجأ بالدوار حيث إنه قادم من منخفض وادي الرمة على بعد حوالي 100م من الدوار ثم يرتفع فجأة (منحنى رأسي) الارتفاع أكثر من 10 م ليفاجأ بالدوار كذلك في تقاطع (ثلاثي). 2 - نفذ الدوار بمنحنى أفقي خطر بطريق (البدائع - البكيرية) حيث ينحني الطريق على شكل (نصف دائرة) قبل الوصول لمجرى وادي الرمة (الخنقة) والقادم من البكيرية لا يقع نظره على الدوار ومن بداخله (مسافة رؤية غير مناسبة) وإنما يقع على منطقة خارج الدوار مما يكون سبباً لحوادث مرورية مروعة. وحلاً لمشكلة هذا الدوار، فإنني أقترح ما يلي: أ - بما أن التقاطع هو بشكل ثلاثي ويقع على منحنى خطر (حيث يقع على ضفة وادي الرمة العالية) والتي يختلف منسوبها عن منسوب بطن مجرى وادي الرمة بحوالي 10م، فالخطر فيه مضاعف (منحنى رأسي ومنحنى أفقي) وكلا المنحنيين لا يحققان مسافة الرؤية المناسبة، فمن الأجدر إلغاء الدوار وفتح المسار مباشرة أمام القادم من البكيرية دون توقف مع تعديل المنحنى الأفقي وذلك عبر طريق مباشر بداية من مسافة 1 كم شمال الدوار على استقامة المنعطف الواقع شمال الدوار لحوالي 1كم حتى يصل إلى هذا الدوار، مما يجعل المنحنى يتلاشى (نصف دائرة) قبل الوصول إلى التقاطع (تحقيق مسافة الرؤية المناسبة). ب - بالنسبة للقادمين إلى التقاطع من عنيزة أو البدائع، فنسبتهم قليلة جداً جداً وقد لا تتجاوز 5% من الحركة على التقاطع والنسبة الكبرى هي للقادمين من بريدة متجهين إلى طريق (البدائع - عنيزة) أو قادمين من هذا الطريق متجهين نحو بريدة (حركة ثنائية)، فالقادم من البدائع يتجه عبر طريق (البدائع - الخبراء)، وبالتالي فمن المناسب أن يتم تحويل التقاطع إلى ثنائي بدلاً من ثلاثي وإغلاق الاتجاه المستمر إلى البكيرية من البدائع ووضع (U-turn) له على طريق (البدائع - المطار) على بُعد مناسب من التقاطع، وبالتالي إتاحة الفرصة للقادم من المطار أو بريدة متجهاً إلى البدائع والرس، وهي النسبة الكبرى للحركة على التقاطع بالمرور بشكل آمن ودون أي دوار أو إشارة ضوئية، أو تقاطع مع حركة أخرى (انظر المخطط) وبهذا المقترح يتم حل مشكلة تقاطع طريق (البدائع - المطار) مع طريق (البدائع - البكيرية) بشكل أكثر أماناً حيث إن موقع الدوار الحالي خطر جداً جداً ويُشكِّل مجزرة يجب إيقافها فوراً. فلا بد من تدخل إمارة منطقة القصيم التي تتابع كل ما يهم المواطن في منطقة القصيم بمتابعة يومية سواء من سمو أميرها الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود. وأثق في اهتمام ومتابعة معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري.. والله الموفق.