من يشاهد طريق (عنيزة - الخرماء) لا يصدق أنه يسير على طريق أنشأته الوزارة المسؤولة عن تنفيذ الطرق في المملكة العربية السعودية التي تتمتع بطرق على مستوى عال من الجودة على أعلى المواصفات العالمية وحين يتعلق الأمر بأرواح البشر فإن الأمر يبدو أكثر أهمية ولا يجب التغاضي أو السكوت عنه فالكثير يضع اللوم على السائق بسبب حصول الحوادث وهذا معقول ومنطقي في الطرق السريعة. ولكن كل اللوم يجب أن يوجه إلى الجهة المنفذة لطريق لا تتوفر فيه أدنى مواصفات ووسائل السلامة ومن يسير على طريق (عنيزة- الخرماء) سيدرك هذه الحقيقة.هذا الطريق يربط شمال شرق القصيم بما في ذلك بريدةوعنيزة مع جنوب غرب القصيم وشمال منطقة الدوادمي ويمر عبر كثبان ورمال نفود الشقيقة وصحرائها الشاسعة التي تمتد ما بين كل من عنيزة والمذنب والبدائع.عند بداية إنشاء الطرق تم ربط كل من عنيزة مع المذنب بطريق مسفلت يمر عبر أراض صلبة (صفراء) متجنبا رمال نفود الشقيقة العالية بطول حوالي 40كم ثم نشأت الحاجة إلى إنشاء طريق يربط بين المذنب وجنوب منطقة القصيم وشمال الدوادمي يتجه غربا مارا بكل من العمار والصالحية ومن يريد الاتجاه إلى جنوب منطقة القصيم أو شمال منطقة الدوادمي يتجه عبر هذا الطريق بطول يزيد عن 120 كم منطلقا من عنيزة ونظرا لطول هذه المسافة فقد بدأ الطلاب المتجهين لجامعة القصيم القادمين من جنوب منطقة القصيم بالمرور عبر كثبان رمال نفود الشقيقة (وتر المثلث) وكذلك المعلمين المتجهين إلى جنوب منطقة القصيم وشمال منطقة الدوادمي وكونوا طريقا صحراويا وسط كثبان الرمال بمرتفعاتها ومنحنياتها والسبب في ذلك هو اختصار المسافة بشكل صاروخي وبما يزيد عن 400% وهذا الفرق الهائل بالمسافة لا شك سيغري بالمخاطرة مع طريق وعر وخطر وبعد سنوات تم (تمهيد) الطريق وفرد مواد طينية لتماسك الرمال تحت عجلات السيارات.وبدأت الكثافة المرورية تزداد بشكل غير متوقع عشرات الطلاب القادمين إلى جامعة القصيم يسلكونه يوميا وكذلك عدد كبير من المعلمين والمعلمات المتجهين من منطقة القصيم إلى جنوبها وكذلك منطقة الدوادمي.وبعد سنين تم سفلتة الطريق ولكن يا للأسف فقد تم ذلك مع الإبقاء على منحنيات الطريق الخطرة جدا (الأفقية) إلى 90 درجة في بعضها وكذلك المنحنيات الرأسية الخطرة التي تنعدم معها الرؤية ويمر الطريق بمراع تكتظ بقطعان الإبل والأغنام على امتداد الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 30 كم وتشكل المرتفعات والمنحنيات كابوسا مزعجا لكل العابرين للطريق حتى اشتهرت بعض منعطفاته بأيها أكبر عددا في الشهداء الذين يسقطون ضحية الحوادث المرورية التي تحدث لأسباب عدة أهمها عدم مناسبة السرعة الحقيقية للطريق مع تصميمه الذي نفذ عفوا وبناء على مسار عشوائي متعرج سابقا وسفلت بعرض لا يسمح بأي مجال للمناورة متفادي الحوادث وخاصة في المنحنيات وفي رأيي أن الحل علىمرحلتين:الأولى زيادة عرض الطريق في المنحنيات وتزويده بالدهانات العاكسة واللوحات الإرشادية والتحذيرية التي يخلو منها الطريق مع تكثيفها عند المنعطفات والمرتفعات وأن تكون بشكل واضح وجلي.ثانيا تنفيذ الطريق بشكل مستقيم وبمنحنيات مطابقة للمعايير الهندسية بحيث تسير السيارات حسب السرعة التصميمية للطريق بدون أن يفقد السائق السيطرة عليها وبدون أن تخرج إلى مسار غير مسارها (مسافة الرؤية مناسبة) رأسيا وأفقيا حيث إن المنحنيات الأفقية تسبب الانقلاب أو الاصطدام عند الانتقال فجاة إلى المسار المقابل وذلك بسبب ضيق عرض الطريق أو الاصطدام وجها لوجه في المنحنيات الرأسية التي تكون مفاجئة خاصة في الليل وفي حالات التجاوز كما أنه من الضرورة إما زيادة عرض الطريق بحيث يكون مسارين لكل اتجاه مع مواقف للطوارئ أو أن يكون مزدوجا بجزيرة فاصلة. إنني أنادي معالي وزير النقل الدكتور جبارة للالتفات لهذا الطريق الذي حصد الأرواح الذي لا يمر شهر إلا ونسمع فيه بكارثة آخرها معلمة وزوجها قادمين من بريدة اصطدموا مع طالب قادم لجامعة القصيم (معظم مستخدمي الطريق معلمين وطلاب) وأوجه نداء مماثلا لسعادة مدير عام الطرق والنقل بمنطقة القصيم المهندس سلمان بن محسن الضلعان الذي هو المسؤول عن طرق منطقة القصيم التي تزهو بتوجيهات ومتابعة سمو أميرها الهمام الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود الذي له الأثر الكبير في إنجاز مشاريع الطرق بالمنطقة وما طريق (القصيم - مكة) منا ببعيد.