ليسمح لي الزملاء الأعزاء بالشؤون الرياضيَّة في هذه الصحيفة العزيزة وعلى رأسهم الزميل الأستاذ محمد العبدي، وقد اقتبست عنوانهم الخميس الماضي بعد تعادل فريق الهلال مع نظيره السد القطري في بطولة أبطال آسيا، وكان بالفعل هو العنوان الأبرز لتلك المباراة.. ((الهلال يئن))، وقد شدني كثيرًا هذا العنوان البسيط في عدد كلماته الكبير في فحواه، لكنني هنا سأذهب إلى أبعد مما ذهب إليه الزملاء الكرام في عنوانهم المشار له آنفًا، الذي لربما كان مقتصرًا على حال الفريق الهلالي في تلك المباراة ومباريات سابقة، ولذا أضفت له ((وقد يحتضر))!! نعم.. فالهلال يئن وهذه حقيقة لا جدال فيها ولكن لم يكن أنينه في تلك المباراة ولا حتَّى في مباريات هذا الموسم فحسب، بل منذ ما يقارب من ثلاثة أعوام وهي التي أعقبت تحقيقه لآخر بطولة دوري عام 1431ه، مما يعني أن فريق الهلال غائب عن بطولات الدوري منذ ذلك العام وحتى الآن في الوقت الذي تضاعفت آماله كثيرًا وتكاد أن تتلاشى تمامًا هذا الموسم وباتت بطولة دوري عبداللطيف جميل بعيدة كل البعد عنه هذا الموسم إلا إن حدثت هناك معجزة..! وحينما تُثار علامة الاستغراب من هذا الغياب الهلالي فليس في ذلك انتقاصًا من حق الفرق الأخرى ولكن حينما يقترب حجم المصروفات على الفريق في المواسم الثلاثة الماضية، الثلاثمائة مليون ريال وربما تزيد عن ذلك فمن غير المعقول ولا المقبول أن يفشل فريق هذه ميزانيته في تحقيق بطولة الدوري المحلي وكذلك الدوري القاري وتكون المحصلة النهائية مُجرَّد بطولة أو بطولتين بنظام خروج المغلوب، فهذا بالطبع لا يُعدُّ طموحًا ولا إنجازًا لفريق كبير بإمكاناته وجماهيريته كالهلال، بل هو فشل ويحق لنا أن نسمي مثل هذه البطولات.. ب((بطولات ذر الرماد بالعيون))؛ لأن الدوري هو المحكُ وهو المقياس لقوة الفريق وشهادة تميزه، وحينما يكون غياب فريق كبير بحجم الهلال قد تتجاوز مصروفاته السنوية حاجز المئة مليون وهو النادي الأبرز عدَّةً وعتادًا فلا بُدَّ أن ثمة خلل كبير وراء هذه النتائج المخيبة ولا جدال في ذلك ولو كان الهلال بوضعية طبيعيَّة لما تأثر وطال غيابه ولما التفت للأخطاء التحكيمية، سواء كانت ضده أو حتَّى كانت لمصلحة منافسيه ولما فرّط بنقاط وتعرض لخسائر مؤلمة أثرت على مسيرته..! لقد قلنا مرارًا وتكرارًا - كإعلاميين - أن المال وحده لن يجلب البطولات ولن يحقِّق الإنجازات.. فالمال إن لم يقترن بحسن التدبير وحسن التخطيط مع إدارة صحيحة ومنهجية مثالية ستكون النتائج مخيبة للآمال، وهذا ما حدث للهلال بالفعل حينما عانى من جراء (الصفقات المضروبة) سواء للاعبين محليين أو حتَّى أجانب، ناهيك عن أجهزة فنيَّة لم يوفق فيها وجميعها كبّدته خسائر كبيرة، لذا كان من المفترض أن تستعين إدارة الهلال بلجنة فنيَّة تضم خبراء يتميَّزون بالآراء الفنيَّة والاستشارية تتكون من بعض أعضاء الشرف ومن بعض محبي النادي من المشهود لهم بآرائهم وتوجهاتهم تكون مهمة هذه اللجنة إبداء المرئيات وتقديم النصائح والاستشارات حول تعاقدات النادي مع اللاعبين المحليين والأجانب وكذلك الأجهزة الفنيَّة، ومثل هذا الرأي ليس بجديد وسبق أن طرحته من قبل وقد يكون هناك غيري من أشار إلى مثل ذلك، لكن إدارة نادي الهلال لا تحبذ مثل هذا التوجُّه ولا تود الأخذ به، بل إنها لا تقبله إطلاقًا بالرغم من أن الأخذ بمثل هذا التوجُّه لا يعيبها ولا يقلِّل من هيبتها ومكانتها وسلطتها وإدارتها لشؤون النادي وخصوصًا أن الغرض من ذلك مصلحة النادي أولاً وأخيرًا ومن أجل المضي في دروب النجاح ليستمر الهلال زعيمًا محليًّا وآسيويًّا، وكما قيل: (ما خاب من استشار)، ولكن.. إذا ما رأت إدارة نادي الهلال أنها لازالت هي القادرة وحدها على تسيير أمور النادي دون لجنة استشارية أو ما شابه ذلك وأنها لا تحتاج من يساندها ويبارك لها خطواتها مسبقًا ويؤيدها ولازالت ترى أن الحلول لديها، فإنَّ عليها أن تتحمّل العواقب من محبي النادي إذا ما جانبها النجاح في الفترة القادمة واستمر الاخفاق، فاليوم الهلال يئن وغدًا قد يحتضر وإذا ما حدث ذلك بالفعل - لا سمح الله - فستكون عواقب ذلك وخيمة.. والله المستعان!!! على عَجَل o لو نفذ القائمون على الرياضة لدينا نصف الوعود التي قطعوها على أنفسهم لأصبحنا في وضع أفضل مما نحن فيه بكثير، لكننا سمعنا جعجعة ولم نرَ طحنًا..! o بلغنا من الضعف في الإدارة الرياضيَّة أن (البلطجة) دقت أطنابها داخل أنديتنا الرياضيَّة، والقادم أدهى وأمرّ إن استمر الحال على ما نحن فيه..! o كُلَّما زادت عقود اللاعبين تراجعنا للخلف.. احترافنا أعرج ليس في المملكة فحسب بل حتَّى في الدول الشقيقة المجاورة والدليل أنّه لا يوجد منتخبات عربيَّة مصنّفة بالمستوى الأول في قارة آسيا..! o صرف أموال ببذخ والمحصلة النهائية مخيبة.. فشل ذريع وسقوط مُريع..! o من يبرر سبب سوء التحكيم بتأخر مستحقات الحكام، كأنه يبارك ما يحدث ويبحث له عن أعذار، فالتحكيم أمانة ومن لم يستطع حمل هذه الأمانة عليه أن يعتذر ولا يتشدق بتأخر مستحقاته. o منذ القِدَم ومستحقات الحكام تتأخر، وليس هذا بجديد. o ما ذكرته آنفًا لا يعني قبول تأخر مستحقات الحكام، بل بالعكس من المفترض أن ينالوا حقوقهم أولاً بأول دون تأخير، ولكن علينا ألا نربط هذه بتلك. o في رأيي أن أبرز حكم هذا الموسم هو تركي الخضير، الذي كان متميزًا بالفعل.. ومع أمنياتي له بالمزيد من التَّميز والنجاح، أرجو ألا يجرفه التيار..!