في تصوري، لم يكن خروج الهلال من بطولة أبطال آسيا الحاليَّة رغم مرارته أمام أولسان الكوري الأسبوع الماضي، لم يكن أشدّ إيلامًا من خسارة الهلال الشهيرة عام 1986م أمام فوركاوا الياباني بأربعة أهداف لثلاثة وعلى استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض تلك الخسارة التي أفقدت الهلال بطولة آسيويَّة كانت بمتناول الأيدي وأمام فريق كان من السهولة هزيمته لكن حال الهلال لم يكن يسرّ في ذلك اللقاء، إذ ظهر كحمل وديع وتلقى أربعة أهداف ولم يصحو من غفوته إلا قبيل نهاية المباراة فانتفض الفريق وسجل حتَّى كاد أن يتعادل ولو امتدت المباراة لدقائق محدودة لسجل وفاز أيضًا ولكن..!!، ولم تكن تلك الخسارة متوقعة لفريق كان يقوده نخبة من نجوم الهلال آنذاك بقيادة الإمبراطور صالح النعيمة ورفاقه، في حين واجهت إدارة نادي الهلال الحاليَّة التي يقودها سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعد الخروج المر الأربعاء الماضي من بطولة أبطال آسيا هجومًا شرسًا لم يسبق له مثيل حتَّى في عهود الإدارات السابقة التي تعاقبت على إدارة النادي، ولعل عصر الانفتاح الذي يشهد ثورة (الإنترنت) وما يحتويه من مواقع للتواصل الاجتماعي وكذلك المواقع الإلكترونيَّة الأخرى قد أسهم كثيرًا في ذلك كما لا نغفل دور وسائل الإعلام المتنوّعة التي أصبحت أكثر جرأة من حيث الطَّرح والمناقشة، بل إن بعض ما يطرح فيها أحيانًا يتجاوز المعقول والمنطق!!!، هذا الهجوم الشرس الذي واجهته إدارة الهلال يطرح تساؤلاً مهماً: هل تستحق إدارة نادي الهلال ممثلة برئيسها المستهدف الأول، هذا الهجوم وهذه الانتقادات اللاذعة؟! حري بنا إذا ما أردنا أن نقيّم عمل الإدارة ونُقرِّر ما أن كانت قد نجحت أو فشلت أن نلقي نظرة فاحصة على عملها بشكل كامل (منجزاتها - إخفاقاتها) كي نكون منطقيين في أطروحاتنا وآرائنا، وألا نربط نجاحها من عدمه في بطولة واحدة، فالنظرة يجب أن تكون شاملة، لأنني لم أعهد عن الإدارة الحاليَّة أنها ربطت رئاستها لنادي الهلال بتحقيق بطولة أبطال آسيا وإلا لكنّا قد طالبناها على الفور بالتنحي فور اخفاق الفريق، ومن هذا المنطلق يجب أن نستعرض إيجابيات الإدارة وسلبياتها ونقارنها بشكل دقيق ومن ثمَّ يُنظر في مسألة استمراريتها من عدمه!! ولنبدأ بإيجابيات الإدارة الحاليَّة خلال السنوات الأربعة الماضيَّة وما أنجزته، فنجد أنها قد صرفت مبالغ طائلة على النادي وبشكل لم يسبق له مثيل سواء في تعاقداتها الجديدة مع اللاعبين والأجهزة الفنيَّة أو في تجديد عقود اللاعبين المحليين وبعض الأجانب بالإضافة لصرف مرتبات اللاعبين ويُعدُّ من أفضل الأنديَّة في هذا الجانب، كما أن النادي واصل حضوره القوي على الصعيد المحلي وقد حقق عدَّة بطولات محليَّة لدرجة أن النادي لم يغب عن تحقيق البطولات في كلِّ موسم ويُعدُّ النادي الوحيد الذي ينفرد بهذه الميزة، كما تعاقدت الإدارة مع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب المؤثِّرين ممن كان لهم تأثيرٌ قويٌّ وبصمة واضحة على الفريق ومنهم أسامة هوساوي - ياسر الشهراني - طارق التايب - نيفيز - رادوي - ويلهامسون أخيرًا ويسلي، كما تعاقدت الإدارة مع مدرِّبين كبار مثل كوزمين وجريتس وكانا من أنجح المدرِّبين الذين تعاقد معهم نادي الهلال قياسًا بأدائه الفني وحضوره القوي في المباريات، ولم تكن هذه إيجابيات الإدارة الحاليَّة، بل مؤكّد هناك إيجابيات أخرى لكن ما ذكرته يكاد يكون الأبرز والأفضل. أما عن سلبياتها فيأتي من أبرزها أنها لم توفق بالتَّعامل الجيد والمثالي مع المشاركات الخارجيَّة للفريق وبالتحدِّيد البطولة الآسيويَّة، فهذه البطولة تحتاج إعدادًا خاصًا وترتيبًا مسبقًا وبنوعيَّة مُعيَّنة من اللاعبين الأجانب طالما جعلت منها هدفًا ر ئيسًا لها، ومن سلبيات الإدارة أنها لم تستطع حمايَّة لاعبيها المؤثِّرين ممن يعدون القُوَّة الضاربة بالفريق أمثال رادوي والقحطاني وقد تأثر الفريق بسببهم، كما أخفقت الإدارة بالتَّعامل مع قضيَّة قريتس وانتقاله للمغرب دون حفظ حقوق النادي، كما لم توفق الإدارة بتعاقدها مع المدرِّبين دول وهاسيك وهذا ما أدى إلى زعزعة الفريق في مشاركاته الآسيويَّة، في حين أخفقت الإدارة في تعاقداتها مع بعض اللاعبين المحليين أمثال الجيزاني وفلاتة والحارثي وأخطأت بالتفريط في عمر الغامدي وفي تأخرها بالتعاقد مع المدرِّب للموسم الحالي وأرى أنها لم توفق أيضًا في عدم تعيين بديل لسامي الجابر، كما أرى أنه كان على الأمير عبدالرحمن بن مساعد توسيع دائرة المستشارين المحيطين به وتفعيل دور أعضاء الشرف المؤثِّرين بحيث يستعين بخبرات بعض أعضاء الشرف وبعض محبي النادي ممن لديهم نظرة ثاقبة لتكون النجاحات أكبر وأشمل وقد سبق لي أن أشرت إلى هذا الأمر عبر هذه الزاويَّة في الموسم الماضي. هنا.. ومن خلال ما تقدم ذكره، يجب تقييم عمل إدارة نادي الهلال ومدى استمراريتها من عدمه لا أن نطلق الأحكام جزافًا لحظة انفعال دون نظرة ثاقبة.. أخيرًا أؤكد على ضرورة أن نتحلَّى بالقيم والمبادئ حينما نعبِّر عن استيائنا، لا أن تكون ردة الفعل عنيفة، وفيها تجاوزات مرفوضة سواء كانت بالقول أو الفعل. على عَجَل توقعت الأسبوع الماضي أن تحضر جماهير الهلال وبكثافة وأنها ليست بحاجة إلى دعوة وأن الأهمّ هو حضور اللاعبين فنيًّا وبدنيًّا ومعنويًّا، فحضرت الجماهير وغاب اللاعبون فخابوا!!! o العالميَّة.. وَهَم.. تبناه الإعلام المضاد للهلال بدعم من جماهير بعض الأنديَّة للتأثير على الهلال والتقليل من شأنه بسبب هيمنته على بطولات كرة القدم.. فترسَّخ كعقدة لدى الهلاليين مع أن هناك أنديَّة عالميَّة بالفعل لم تشارك حتَّى الآن بكأس العالم للأنديَّة!! o عدم مشاركة الهلال فعليًّا ببطولة أنديَّة العالم لم يجرده من لقب زعيم آسيا، فهل يعي بعض الهلاليين قيمة أن تكون الأفضل محليًّا؟! o منتخب إندونيسيا من أقدم منتخبات آسيا مشاركة بنهائيات كأس العالم ومع ذلك لم يلقب بالمنتخب العالمي بسبب مشاركته الوحيدة تلك. [email protected] Al_siyat@في تويتر