أمر يثير الحزن أن تناقش القمم العربية على مدى تاريخها الطويل الخلافات بين الدول العربية، بدلاً من أن يكون موضوعها الرئيس القضية الفلسطينية ودعم التعاون العربي العربي وتشكيل تجمعات اقتصادية وسياسية وثقافية؛ لتنهض بواقع العالم العربي. لسنا بصدد الحديث عن هذا الواقع المر ومن أوصلنا إليه، لكننا بصدد تقديم نماذج عن الدور السعودي الرائد في هذه القمم وذلك للتاريخ، ليكون القارئ والمتابع على علم بهذا الدور الذي يسير بشكل تصاعدي ومنتظم في خدمة قضايا العرب والعروبة. الملك عبد العزيز: خدمة الإسلام والعرب واجبة علينا في إحدى خطبه الشهيرة يقول الملك عبد العزيز عن علاقته وعلاقة شعبه بالعرب: «إن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص.. شعبنا هم العرب فنحن من العرب وإليهم، وخدمة الإسلام والعرب واجبة علينا بصفة عامة، وخدمة شعبنا وأمتنا واجبة علينا بصفة خاصة». الملك سعود: الأب الروحي للعرب في العام 1376ه - 1955م وعلى هامش مشاركة الملك سعود في مؤتمر القمة العربي تحوّل مكان إقامة الملك سعود إلى ورشة عمل عربية، لم يبق رئيس دولة أو وفد مشارك في القمة إلا التقى الملك سعود وكانت قضايا العرب وهمومهم هي الحاضرة الأبرز في هذه المناقشات، إضافة إلى المناقشات الرئيسة في الاجتماع العربي نفسه. الفيصل: يتعيَّن على الأمة العربية أن تتناسى أحقادها لإنقاذ العروبة! في العام 1370ه - 1950م شارك الملك فيصل في اجتماع جامعة الدول العربية في عهد والده الملك عبد العزيز وأكّد الفيصل في كلمة جاء فيها: «إنه يتعيّن على الأمة العربية أن تتناسى أحقادها التي أورثها لها الاستعمار، لتسميم أفكارنا وتمزيق وحدتنا وبذلك نسير قدماً نحو إنقاذ العروبة، فما من أمة وحدت كلمتها، ولو كانت عزلاء من السلاح إلا بلغت أمنيتها». الملك خالد يرعى القمة السداسية ويجمع الأشقاء العرب في الرياض وعلى الخطى نفسها سار الملك خالد، فهو صاحب دور في الرعاية والعناية بالعرب، وهو راعي القمة السداسية التي كان لها الدور