عندما نتحدث عن تاريخ تأسيس مكتبة العرفان العامة في محافظة الحريق (1379ه - 1395ه) فإننا نتحدث عن واحدة من أقدم المكتبات الأهلية في المملكة، وكذلك عن تاريخ نهضة ثقافية شهادتها الحريق أسهمت بنشر العلم والمعرفة والثقافة بين أبناء قريتهم وما جاورها، فقادهم ذلك إلى تأسيس مكتبة أهلية قامت بجهود المؤسسين لها، وهم كل من: 1 - الشيخ: محمد بن سليمان آل سليمان. 2 - الشيخ: محمد بن إبراهيم بن راشد القعود. 3 - الشيخ: عبدالعزيز بن سليمان آل سليمان - المشرف على المكتبة. وتلقوا الدعم المعنوي والمادي من الأهالي وطلبة المدارس، وما زال اسم المكتبة راسخاً في ذاكرة الأهالي، لكونها أصبحت فيما بعد النواة للمكتبة العامة والحالية في المحافظة، ولا زالت بعض الكتب تحمل ختم مكتبة العرفان العامة خصوصاً الكتب القديمة. وقد بذل المؤسسون جهوداً مضنية في الترتيب والإعداد لافتتاح هذا الصرح، وذلك اعتباراً من 2- 2- 1378ه، من خلال جمع التبرعات من الأهالي وطلبة المدارس، وكذلك استقبال المساعدات العينية من الأقمشة والمراوح الكهربائية والإهداءات من الكتب، وسفرهم لمدينة الرياض لشراء مستلزمات المكتبة والعديد من الكتب الدينية والتاريخية والسياسية والأدبية أمثال (سيرة ابن هشام - صحيح البخاري ومسلم - قصص العرب- ديوان المتنبي وأبي تمام - تاريخ المملكة - العدوان الثلاثي على مصر وغيرها من الكتب....الخ)، من أشهر المكتبات في مدينة الرياض آنذاك أمثال مكتبة حنيشل الواقعة على شارع محمد بن عبد الوهاب ومكتبة الوفاء ومكتبة التيسير، وكذلك الاشتراك في العديد من الصحف المحلية أمثال (صحيفة حراء وصحيفة البلاد السعودية وصحيفة الندوة)، وتم افتتاح المكتبة رسمياً في مطلع عام 1379ه. وكان يشرف على المكتبة الشيخ عبدالعزيز بن سليمان آل سليمان، وكان يقوم بعمل الأمين والإداري في الوقت نفسه من جمع التبرعات واستقبالها وشراء الكتب وفتح المكتبة أمام الرواد في الفترة المسائية (العصر وبعد المغرب). ويُعدُّ حي الشرقي الواقع وسط بلدة الحريق أول مقر لها، حيث كانت في منزل صغير كان مقراً سابقاً لمدرسة أهلية في سكة الشيخ عبد العزيز بن زيد آل سليمان، ثم انتقلت إلى حي الحزيمية على الشارع العام في منزل حسين بن محمد آل سليمان. وفي عام 1395ه وبعد مرور ستة عشر عاماً على تأسيسها تنازل المؤسسون عن المكتبة وبكامل محتوياتها لوزارة المعارف ممثلة في إشراف التعليم بحوطة بني تميم والحريق، وذلك بحكم ارتباط المكتبات العامة بوزارة المعارف وأصبح مسماها مكتبة الحريق العامة وأسندت إداراتها إلى الأستاذ عبد الرحمن بن سعد الغانم والذي يعد أول مدير لها. ومن هنا نجد أن مكتبة العرفان العامة مثلت منبراً إعلامياً ومركز إشعاع ثقافي لأهالي الحريق استفاد منها الصغير والكبير، وكان ثمارها جيلاً من أصحاب الفضيلة والعلماء والدكاترة والمهندسين، كانوا فخراً لأهالي محافظة الحريق ولنا منهم جزيل الشكر والتقدير على جهودهم في سبيل رفعة الدين والمليك والوطن. وختاماً نأمل أن يحظى مؤسسو المكتبات الأهلية بالمملكة بالتكريم من قبل وزارة الثقافة والإعلام في إحدى دورات معرض الكتاب الدولي، وكذلك الشروع في بناء مكتبة الحريق العامة في الأرض المخصصة لها كتكريم لواحدة من أقدم المكتبات في المملكة. مدير متحف نفحات الماضي بمحافظة الحريق المراجع: 1- الشيخ عبد العزيز بن سليمان آل سليمان - المشرف والأمين السابق على مكتبة العرفان العامة. 2- الأستاذ عبد الرحمن بن سعد الغانم - المدير السابق على مكتبة الحريق العامة.