للمركز الوطني للحوار دور رائد في طرح القضايا التي تهم وتثري ثقافة المجتمع وتقرب الأطياف الفكرية من بعضها البعض.. وإن المشاركة الإيجابية في مسيرة الحياة وتكريس الجهود للعمل المثمر الهادف وتقوية الأواصر ناحية حيوية، فالمواطن الصادق هو من سمت أخلاقه وعلت همته وخلصت نيته وصدقت عزيمته وراقب الله في أعماله وقدم العطاء لوطنه وأمته وتفانى في الدعوة إلى المثل العليا والأخوة والإحسان والتراحم والتكافل واسداء المعروف وإغاثة الملهوف وكل معنى سام كريم وحافظ على ذلك وعمرت جنبات نفسه بأخلاق وسجايا كريمة ودفع هذا الوطن إلى ما نتمناه له من عزة ورفعة وازدهار، وأن التواصل والحوار أمر محمود وأسلوب أمثل فهذه البلاد مورد الثقافة ومنبع العلم والمعرفة لما للمملكة من ريادة في كثير من الأمور الدينية والثقافية والعلمية والاقتصادية كما أن المستقبل العلمي والثقافي يبشر بالخير في مختلف المجالات.. فمزيداً من العمل والعطاء والاجتهاد والإبداع وتحقيق الأهداف السامية النبيلة. إن الوطن قطعة غالية منا تكتحل عيوننا بأضواء شمسه وإشراقه ومعطياته فينبغي أن يكون انتماؤنا له عملياً في قلوبنا وأرواحنا ومشاعرنا، نخلص له ونبر به وندرأ عنه الشرور والتفاعل مع مستلزماته ونهوضه وتطوره تفاعلاً إيجابياً.. وتعريف المواطن من خلال المؤسسات التربوية والإعلامية بالمحافظة على مكتسباته ورعايتها من خلال حسه الوطني؛ ولا شك أن التربية الوطنية المثلى لها دور فاعل في توجيه الشباب نحو الانتماء للوطن والتفاعل الواعي مع التطورات الحضارية في ميادين العلوم وضروب الثقافة وفنون الآداب وتوجيهها بما يعود على المجتمع بالخير والتقدم ومواكبة تطورات العصور والتعامل مع المستجدات في الساحة الثقافية والفكرية في المجتمع. إن المشاركة الإيجابية واستثمار المسؤولية تجاه الوطن يجب أن تكون نبراساً في حاضرنا ومستقبلنا.. وبالجملة فإن لثقافتنا الوطنية لوناً خاصاً وطابعاً مميزاً، فهي منفتحة على الآخر دون انزلاق مع تنمية الحس الوطني بما يخدم المصلحة الوطنية العامة في أهدافها فهي وسيلة لتأكيد المواطنة وتكريسها وتنمية الإخلاص للوطن وللعقيدة الإسلامية وتهيئة المواطن ليكون عضواً نافعاً في بناء وطنه ومجتمعه وواحة مشرقة لوطنه.. هذا وبالله التوفيق.