كتب أحدهم في تعليق على موقفي من الإخوان «فاطمة_العتيبي هي المعنى الحقيقي للإمعة. تكتب عن الإخوان، لو جمعت عمرها وعمر زوجها وعمر عيالها ماتجي بعمر الإخوان 85 سنة http://t.co/n2YBhkhPFX:». أنا أدرك أن مقالي الذي نشر في هذه الزاوية في وقت مبكر 29-1-2012 من بداية تحزب الإخوان لاختطاف ثورات الشعوب العربية هو الموجع لهم، وأكملته بمقال (أميرة المؤمنين) الذي نُشر في تاريخ 5-3-2014. ويسرني بكل فخر أن أعيد نشر المقال الأول الذي تناقلته وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية: تسرب كثير من المنتسبين لتنظيم الإخوان في السعودية حين لم يجدوا إجابة عن سؤال استراتيجي، هو: «إلى ماذا نريد أن نصل؟»، وخصوصاً بعد أحداث سبتمبر، والتفات الدولة لبرامجهم ومشاريعهم التي اتخذت من الأنشطة الطلابية في المدارس والمنهج الخفي في التعليم العام والعالي وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد وسائط لبث فكرهم الإخواني الحركي. أخفى الإخوان في السعودية معتقدهم السياسي خلف مسمى فكري هو الصحوة؛ كي يصبح من المقبول دخولهم في المدارس والمساجد وغيرها، ولم يكن يبث الفكر السياسي إلا على فئات منتقاة ممن يتوسم فيهم النجابة. سنوات والفكر الإخواني يتراجع في السعودية حتى محاولاتهم في ابتداع أعداء وهميين لهم وتصويرهم لأنفسهم بأنهم حماة الدين وغيرهم أعداؤه، فقد أساؤوا للسلفيين باتهامهم بالجامية وحماية الدولة والدفاع عنها، وابتدعوا صفة الانحلال والفساد لليبرالية؛ لأن أصحابها لا يعادون الدولة، ويميلون للتغيير الثقافي السلمي. حين نشطت الثورات العربية، وقفزت الأحزاب الإسلامية إلى الواجهة السياسية، نجد أن بعض إخوان السعودية عادوا ليقروا أولاً بأنهم لا يزالون إخواناً، وصاروا لا يرون في إعلانهم الولاء للإخوان حرجاً، بل يغضبون لمن تحدث عن الإخوان في مصر أو المغرب بشيء من النقد، وكأن الولاء للحزب أقوى من الولاء للوطن. السؤال اليوم: ماذا يريد الإخوان اليوم؟ فقد خلقوا معارك وهمية بين المجتمع المحافظ والليبراليين أو المثقفين. وما قصة بهو الماريوت وما تلاها من ضجيج إلا انتصار للإخوان وانتقام من المثقفين الذين ساندوا الدولة بقوة إبان حربها على الإرهاب واختطاف التعليم وحلقات القرآن والجمعيات الخيرية. أو ما ينشر من مقالات وآراء بقصد أو غير قصد، لكنها تحمل هجوماً على السلفية، وتقرأ في سياق الانتصار للإخوان، وجعل السلفية والليبرالية في درجة أدنى وفي خانة واحدة؛ إذ إنها اتجاهات سلمية، وتؤمن بشرعية الدولة. ماذا يريد الإخوان في السعودية؟ سؤال مهم، لم نجد إجابة ظاهرة؛ فهم لا يهتمون بقضايا المهمشين، ولا بقضايا الحرية، ولا يهتمون كثيراً في طروحاتهم بالفقر أو حقوق المرأة. مقالاتهم التي يدافعون فيها عن مواقفهم لا تكشف عن نظرتهم للمستقبل، ومنها مقالة حمد الماجد التي نشرها في جريدة الشرق الأوسط يوم الاثنين 29 صفر 1433ه، 23 يناير 2012م.