تسرب كثير من المنتسبين لتنظيم الإخوان في السعودية حين لم يجدوا إجابة على سؤال إستراتيجي وهو: «إلى ماذا نريد أن نصل» خصوصاً بعد أحداث سبتمبر والتفات الدولة لبرامجهم ومشاريعهم التي اتخذت من الأنشطة الطلابية في المدارس والمنهج الخفي في التعليم العام والعالي وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد وسائط لبث فكرهم الإخواني الحركي. أخفى الإخوان في السعودية معتقدهم السياسي خلف مسمى فكري هو الصحوة كي يصبح من المقبول دخولهم في المدارس والمساجد وغيرها ولم يكن يبث الفكر السياسي إلا على فئات منتقاة ممن يتوسم فيهم النجابة. سنوات والفكر الإخواني يتراجع في السعودية حتى محاولاتهم في ابتداع أعداء وهميين لهم وتصويرهم لأنفسهم بأنهم حماة الدين وغيرهم أعداؤه فقد أساءوا للسلفيين باتهامهم بالجامية وحماية الدولة والدفاع عنها وابتدعوا صفة الانحلال والفساد لليبرالية لأن أصحابها لا يعادون الدولة ويميلون للتغيير الثقافي السلمي. حين نشطت الثورات العربية وقفزت الأحزاب الإسلامية إلى الواجهة السياسية نجد أن بعض إخوان السعودية عادوا ليقروا أولا أنهم ما يزالون إخوانا وصاروا لا يرون في إعلانهم الولاء للإخوان حرجاً بل ويغضبون لمن تحدث عن الإخوان في مصر أو المغرب بشيء من النقد وكأن الولاء للحزب أقوى من الولاء للوطن. السؤال اليوم ماذا يريد الإخوان اليوم؟ فقد خلقوا معارك وهمية بين المجتمع المحافظ وبين الليبراليين أو المثقفين وما قصة بهو الماريوت وما تلاها من ضجيج إلا انتصار للإخوان وانتقام من المثقفين الذين ساندوا الدولة بقوة إبان حربها على الإرهاب واختطاف التعليم وحلقات القرآن والجمعيات الخيرية. أو ما ينشر من مقالات وآراء بقصد أو غير قصد ولكنها تحمل هجوما على السلفية وتقرأ في سياق الانتصار للإخوان، وجعل السلفية والليبرالية في درجة أدنى وفي خانة واحدة حيث أنها اتجاهات سلمية وتؤمن بشرعية الدولة. ماذا يريد الإخوان في السعودية سؤال مهم لم نجد إجابة ظاهرة فهم لا يهتمون بقضايا المهمشين ولا بقضايا الحرية ولا يهتمون كثيرا في طروحاتهم بالفقر أو حقوق المرأة. مقالاتهم التي يدافعون فيها عن مواقفهم لا تكشف عن نظرتهم للمستقبل ومنها مقالة حمد الماجد الذي نشره في جريدة الشرق الأوسط يوم الاثنين 29 صفر 1433 ه 23 يناير 2012م.