الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد.. لقد جاء بيان وزارة الداخلية المتوج بالأمر السامي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله ويرعاه- قراراً صائباً يؤكد منهجية في فهمها الصحيح لتعاليم الإسلام الذي نبذ الفرقة والتطرف ومانع من تسييس الإسلام لأغراض حزبية، فالإسلام دين عالمي حاضن للجميع لا يقبل اختزاله في مفهوم حزبي، وقد جاء هذا البيان في موعده ليرعى ثوابت الإسلام التي قام عليها كيان الدولة مرخساً مطلب الاستقرار والسكينة المجتمعية التي استقرت عليها دعائم الدولة منذ تأسيس ثابتها الراسخ على هدى الكتاب والسنة. إن القرار الصائب بتحديد القائمة الأولى للأحزاب والجماعات والتيارات التي يشملها البيان، وأي تنظيمات مشابهة لهذه التنظيمات فكراً أو قولاً أو فعلاً والجماعات والتيارات الواردة كافة بقوائم الجهات الدولية وعرفت بالإرهاب وممارسة العنف (جماعات إرهابية). لقد استشعرت حكومتنا الرشيدة هذا الزاحف على أمنها وتآلف شعبها المسلم المسالم الوسطي المعتدل، فجهود المملكة واضحة فهي التي رحبت بالأفق الإسلامي الكبير في الحوار في بعده المتعلق بالأديان والمذاهب والحضارات والثقافات باعتباره جزءاً من الدعوة وجزءاً من التبادل المعرفي في إطاره المقبول وقد جاءت هذه القرارات الحكيمة في مواجهة ودحر كل ما من شأنه زعزعة اللحمة الوطنية الإسلامية الوسطية المعتدلة، فالمد الأخير لهذه الأحزاب والجماعات الإرهابية أنتج فعلاً مسيئاً تجاوز نطاق الحرية إلى التأثير على السكينة المجتمعية لهذا الوطن الغالي في مد ذي حراك واجه بشدة الوجدان العام المتآلف على سيرة واحدة واستقرت بها سياسة المملكة الرشيدة الداخلية والخارجية منذ تأسيس هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز. إن منهج هذه الأحزاب والجماعات المتطرف وخروج فئاتهم ذات اليمين وذات الشمال من أجل الوصول إلى غايات دنيوية وأجندات سياسية تدار من خارج البلاد الإسلامية بهذه المنظمات والجماعات، ديدنها محاربة الأمة الوسطية أمة الإسلام وتحاول أن تصل إلى مآرب دنيوية وصارت مخالب لأعداء الإسلام للنيل من الإسلام والمسلمين في أمنهم واستقرارهم وعقيدتهم. إن أبناء هذه البلاد المباركة ولله الحمد والمنة على قلب رجل واحد في مواجهة هذه الأحزاب والجماعات، فما ننعم به في بلادنا من الأمن والاستقرار والوحدة والعدل والمساواة كلها ولله الحمد للجميع منذ عهد المؤسس وما سار على نهجه أبناؤه الملوك وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله ويرعاه- وسمو ولي عهده الأمين. جاء القرار الكريم في موعده ووقته لاسيما أنه يأتي في وقت تحولات وتغيرات في المنطقة العربية والعالمية، ليكون منارة في مستقبل اتجاهات الفكر لشباب هذه الأمة للتحول إلى بناء النفس والوطن بعيداً عن تلك الأحزاب والجماعات التي تفرق المجتمع ولا توحده وتجمع كلمته، وواقياً وسداً منيعاً لأبناء هذه البلاد ألا يكونوا حطباً للفتن والمكائد والحروب المضللة والعمل الجاد والمتأني لخدمة الدين بنور من الله وهدى رسوله. نسأل الله أن يحفظ بلادنا من شرور الأعداء وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، وحفظ الله لنا قيادتنا الرشيدة التي سخرت جل جهدها في سبيل تحقيق كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن الغالي ليظل على الدوام منارة الإسلام في أرجاء المعمورة، وأسبغ نعمة الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين ليواصل العطاء لوطنه ومواطنيه، ويشد عضده بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء. وبالله التوفيق.