للجميع الحق أن يحلموا، ولكن أن يتحول هذا الحلم إلى حقيقة فهذا من المعجزات في كثير من الأحوال. هذا ما تحقق على أرض الواقع في محافظة الزلفي، ومن أبناء الزلفي النادي والمحافظة؛ حققوا في أيام قليلة ما عجز عن تحقيقه الكثير في سنوات وسنوات؛ فقبل أسبوع تقريباً من مباراة فريق الزلفي مع ضيفه فريق الهلال زعيم الكرة الآسيوية قام أبناء النادي بالتشاور فيما يمكن فعله قبل هذا اللقاء، فكان هناك العديد من الاقتراحات، من أهمها زيادة السعة الاستيعابية لمقاعد الملعب بما يقارب 60 % عن طريق استئجار عدد من المقاعد، ووضع شاشات للعرض على جانب الملعب وشاشة كبيرة لعرض نتيجة المباراة عليها، وغيرها من المقترحات التي طُبّق جزء منها فقط نظراً لضيق الوقت. وفي هذا الأسبوع تقريباً أصبح الملعب خلية نحل، لا تعرف الرئيس من المرؤوس فيهم، الكل يعمل على حسب جهده، وتم عمل هذه المدرجات وكأنها عُملت منذ زمن. والأهم من ذلك كله أنه تم ربط المقاعد بأرقام التذاكر، وتم الاتفاق مع إحدى الشركات الأمنية المتخصصة لتنفيذ هذا العمل، الذي سهّل دخول الجماهير وخروجها في أي وقت دون خوف على المقعد من أن يجلس عليه شخص آخر، بل إن الجماهير استقبلت حافلة الزعيم، واحتفت بها إكراماً للضيف، ثم عادت لمقاعدها مرة أخرى دون إزعاج ولا انزعاج. بل أصبحت الزلفي المحافظة والنادي على كل لسان، سواء داخل المحافظة أو خارجها، وفي جميع وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، بل إنها تصدرت هذه الرسائل في بعض نشراتها الإخبارية. هذه الأشياء وغيرها الكثير الكثير تجعلنا نقف احتراماً لأبناء الزلفي النادي، من رئيس مجلس الإدارة الأستاذ ناصر النخيل وجميع أعضاء مجلس إدارته وكل من عمل معهم في إنجاز هذا العمل الرائع، وتحويل هذا الحلم إلى حقيقة، وترجمته على أرض الواقع، سواء من منسوبي النادي أو من رجال الأعمال أو من مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ولكن، وكما يقال (الزين ما يكمل)، فإننا نأمل من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب المسارعة في صيانة أرضية الملعب. وقفات التنظيم كان رائعاً بجميع المقاييس، وكان للجهات الأمنية دور كبير في هذا التنظيم في شوارع المحافظة عامة والشوارع المحيطة بالنادي خاصة. تضافرت جهود كثير من الإدارات الحكومية لإنجاح هذه المناسبة وإبراز المحافظة بالمظهر اللائق أمام الجميع. كثفت وسائل الإعلام تقاريرها المصورة والمسموعة عن هذه المحافظة. أثبت أبناء الزلفي النادي أنهم كغيرهم من أندية الوطن، خاصة أندية دوري جميل ودوري ركاء، فيهم لاعبون على مستوى عال من المهارات؛ ويستحقون اللعب في المنتخبات السعودية، خاصة المنتخب الأول، الذي سيفتح الأبواب لهم للاحتراف في الأندية الكبيرة. أبناء الزلفي (المحافظة) في وقفتهم مع ناديهم أثبتوا أنهم رجل واحد. أخيراً، أتمنى أن نرى في القريب العاجل إقامة مباريات ودية لبعض الأندية الكبيرة على أرض الزلفي، وكذلك للمنتخبات السعودية في أيام الفيفا وغيرها.